البعض يرى أنه من الطبيعى أن مطالب التغيير تتجه نحو السلطة فقط، كونها تتحكم فى دفة الأمور فى البلاد، والسؤال الرفيع: لماذا لا تطال حركة التغيير أيضا قيادات التنظيمات السياسية، والحركات، والائتلافات المعارضة، التى شهدت كل العصور منذ عهد جمال عبدالناصر، حتى الرئيس السيسى، وسجلوا فشلا مروعا فى الأداء السياسى؟
وهل من المنطق، أن الشعب يخرج فى ثورات لإزاحة أنظمة ووجوه كره رؤيتها، فى الوقت الذى يترك كل قيادات التنظيمات السياسية التى ثبت فشلها فى كل الاستحقاقات الانتخابية، وأيضا فى قيادة أحزاب أو حركات وتيارات سياسية فى الشارع، ولم تستطع استقطاب العشرات للانضمام تحت لواء تنظيماتها؟
شىء فريد من نوعه، أن تطالب قيادات التنظيمات السياسية المعارضة التى سجلت فشلا مدويا، تغيير السلطة بشكل مستمر، ومستفز، وبعيد عن قواعد المنطق، فى حين تقبض هى بقوة على مواقعها القيادية داخل تنظيماتها السياسية لفترات أطول من فترة مبارك ونظامه بكثير، وتمارس كل أنواع الديكتاتورية، لمنع حركة التغيير من أن تصل إليها؟
ولكم فى حمدين صباحى أسوة سيئة وواضحة وضوح الشمس فى كبد السماء، فالرجل شارك وأسس عشرات التنظيمات السياسية، من بينها على سبيل المثال لا الحصر، الحزب الناصرى، وحزب الكرامة، والتيار الشعبى، وجبهة الإنقاذ، وجميعها فشلت فى التواجد فى الشارع، بجانب خوضه الانتخابات البرلمانية فى عام 2010، ثم الانتخابات الرئاسية عامى 2012و2013، وسجل فشلا لم ولن يشهد التاريخ المصرى مثيلا له.
صباحى الذى يخرج من تجربة سياسية فاشلة، إلى استحقاق انتخابى أشبه بالفضيحة عندما احتل المركز الثالث فى الانتخابات الرئاسية الماضية، بعد الأصوات الباطلة التى احتلت المركز الثانى، ورغم كل هذا الفشل المروع مازال يمارس نفس الدور، وينصب نفسه الوصى على السلطة، يهددها ويتوعدها بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا لم تلغ قانون التظاهر وتطلق سراح المجرمين والإرهابيين من السجون، بجانب تهديده بثورة ثالثة ضد السيسى.
بأى أمارة يخرج علينا صباحى ليطالب بتغيير السلطة التى لم يمر على انتخابها عاما واحدا وسجلت إنجازات حقيقية على الأرض، فى حين تقلد هو قيادة التنظيمات السياسية منذ عصر السادات حتى الآن، وفشل بجدارة واستحقاق فى التأثير إلا على العشرات من دراويشه فقط، أليس من الأجدر به أن يعتزل العمل السياسى؟ أو الأجدر بأتباعه أن يخرجوا عليه بثورة تطالب بتغييره والدفع بوجوه شابة قادرة على تغيير حقيقى فى المعادلة السياسية؟
نفس الأمر ينطبق على البرادعى الذى أسس حزب الدستور، أفشل حزب فى مصر الآن، فيكفى أن تعلم أن عدد أعضاء جمعيته العمومية 250 عضوا، وعندما تم إسناد منصب الرجل الثانى فى الرئاسة إليه، فر وهرب، فكيف للناس أن تقتنع بأفكاره، وطرحه، وهو الفاشل الهارب؟
العبث يصل إلى ذروته، عندما تجد كل المشاركين فى اجتماع الفضيحة والعار، لبحث أزمة سد النهضة برئاسة المعزول محمد مرسى، وهم يضعون الخطط التآمرية ضد الشعب الإثيوبى (على الهواء مباشرة) من عينة أيمن نور، وخبير القلووظ الأشهر عمرو حمزاوى، ومحمد أنور السادات، الذى يرى فى نفسه السياسى العبقرى، بدلا من أن يتواروا خجلا من فضيحتهم السياسية التى كانت حديث العالم، يهاجمون السلطة الحالية، فهل هؤلاء يأمن لهم الشعب المصرى ويستقى أفكاره منهم، ويقتنع بطرحهم؟
أما قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، فحدث عن فشلهم دون حرج، ولا يستطيع أعتى الباحثين أن يحصوا عدد مرات الفشل على مدى عمر الجماعة الذى اقترب من 90 عاما.
هؤلاء بجانب ممدوح حمزة، وجورج إسحاق، وخالد على، واتحاد ملاك ثورة يناير، أسسوا حركة بداية، للمطالبة بإسقاط السيسى، وتفكيك الجيش، وإخراج كل قيادات الإخوان والإرهابيين من السجون.
هؤلاء جميعا، يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، فهل من عاقل أن يصدقهم أو يثق فى قدراتهم، ونواياهم؟
دندراوى الهوارى
ليه مطالب التغيير تتجه للسلطة.. وتبتعد عن قيادات المعارضة الفاشلة؟
الأربعاء، 27 مايو 2015 01:18 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة