أكتب هذه السطور والأرصاد تحذرنا من يوم شديد الحرارة لم تبلغه مصر من قبل، والكهرباء تبشرنا بانقطاع محتمل، وإعلان حالة الطوارئ وربنا يستر على العباد، لكن يبدو أن سخونة المشاكل والقضايا الآن تتجاوز الدرجة القصوى التى يتحدث عنها خبراء الأرصاد، وإذا كنت لا تصدقنى فقل لى بالله عليك هل قرأت تصريح محافظ البنك المركزى هشام رامز أننا ننفق على الاستيراد بحد أدنى خمسين مليار دولار معظمها على الغذاء، وعلى سلع ترفيهية، وأخرى كارثية مثل أكل القط والكلاب والآيس كريم وكبد الأوز من فرنسا، والقراميط من فيتنام، والعصير من أمريكا اللاتينية، والجمبرى والبط والترمس من الصين، والخس آه والله الخس الأخضر من الصين، نقول كمان.
بعد أن قرأت تقرير الجودة العالمى فى التعليم والتربية، وعرفت أن مصر فى المرتبة الخيرة وأن دولا كثيرة حدا سبقتنا ليست أولها إسرائيل وماليزيا واليابان والصين والأرجنتين والبرازيل والأردن والإمارات، بل دول أفريقية عديدة، نحن من أدخلنا فيها التعليم مثل الكونغو، ولن أقارن وضعنا بفرنسا أو اليابان أو أمريكا أو ألمانيا، وفى التقرير أن التعليم فى مصر وصل الأدنى مستوياته عالميا، وأن الجامعات المصرية خرجت منذ سنوات من الجودة، وأن الخريجين لا يصلحون لسوق العمل، ولذلك لابد من معادلة شهاداتهم مرة أخرى عند العمل بالخارج، خد بالك نحن فى الستينيات، وفى عز عداء الغرب لعبد الناصر كانت أوروبا تستقبل أى خريج مصرى أو عربى بالترحاب، الآن بالحذاء، بينما دول مثل السعودية والإمارات وهم تعلموا على أيدى المصريين يعتد بشهاداتهم، وأنا أتحدى أن يكون السيدان وزيرا التعليم، والتعليم العالى، قد اهتما بهذا التقرير أصلا.
¿ لا أعلم لماذا يهتم الأخ الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية بزواج القاصرات فى مصر، ولماذا لثالث مرة فى أسبوع يتحدث على صفحة الدعوة السلفية عن ضرورة إطلاق حملة، أعلن حزب النور أنه يجهز لها، لتحريم تحديد سن الزواج للبنات، ولماذا يأتى بشواهد فقهية وفتاوى وكلها من شيوخ الوهابيين، مثل ابن باز وابن عثيمين حول تحريم تحديد سن زواج البنت، بل إنه قال بالحرف إن عقد النكاح يعقد على البنت فى أى سن، ولايشترط موافقتها، والدخول بها يتم بموافقة الزوج وولى الأمر فقط، وهذا لعمرى قمة الاستفزاز والتضليل والكذب على الشرع، بخلاف أنه ضد الإنسانية وحقوق الطفل والآدمية والرحمة التى هى جوهر رسالة محمد، عليه السلام، والأخ الشحات له باع طويل فى الفتاوى الشاذة، وسبق أن أفتى فى عهد مرسى بأن كل من يعارضه كافر، ثم هو كفر نجيب محفوظ، وقال إن أدبه دعارة ووقتها رددنا عليه، رغم استقوائه بمرسى، وقلنا له أنت عدو ما تجهل، ولأنك جاهل بحضارة الفراعنة وأدب محفوظ لم تتعلم الحضارة أو تعرف الأدب، وها أنا ذَا أكررها على أذنه وأزيد يا نصير الجهالة والجاهلية لقد مضى عصر الظلام، ووأد البنات، ولو أنك لا تستطيع العيش إلا فى كهوف العصور الوسطى اترك لنا مصرنا التى نحبها واصمت للأبد، وكفاية هباب العيشة واللى عايشنها مَش ناقصاك ياشحات.
¿ عندما يكرم مهرجان سينمائى تابع لوزارة الثقافة ويفتتحه محافظ دمياط السبكى وأفلامه، يبقى عليه العوض ومنه العوض، وعندما يشارك قطاع الإنتاج فى التليفزيون بملايين الجنيهات فى مسلسلات الهجص والسبوبة والعفاريت والدعارة والشذوذ والعرى المجانى والخمور فى شهر الصوم، يبقى مافيش فايدة فى ماسبيرو، هوه حصل إيه أما الكهربا قطعت ولاحاجة، لك الله يا مصر وربنا معاك ياسيسى.
¿ أحد الشيوخ الذين يظهرون فى الفصائيات قال إنه يعالج الكبار فى البلد من المس والسحر والحسد، وإن اثنين من وزراء محلب زبائن عنده، أشتاتا أشتوت، إحنا عرفنا دلوقت أن الحكومة راكبها عفريت.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة