هناء عبد الفتاح

اتركوهم لرد الفعل الشعبى

الجمعة، 29 مايو 2015 11:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعرف أن ظهور حركة "بداية" على سطح الحدث السياسى أمر مزعج ويدعو لوضع أدق التفاصيل تحت الميكروسكوب الدقيق، خاصة والبلد تقترب من مطحنة الاستحقاق الثالث والأخير لخارطة الطريق التى وضعت بعد عزل مرسى العياط، الإزعاج هنا ليس نابعا من الأشخاص الذين تصدروا مشهد "بداية" وأعلنوا نفسهم كمسئولين عن تلك الحملة وأكدوا على لسان المتحدث عنها "شريف ... شريف معرفش إيه كدة" أن هدفها الرئيسى هو إسقاط نظام الرئيس السيسى، أولئك لا خوف منهم فهؤلاء بعض مذبوحين لا طالوا بلح الشام ولا عنب اليمن منذ قيام الثورة ويرقصون رقصة أخيرة من حلاوة الروح، إنما الإزعاج يأتى لأن تلك الحملة هى خلاصة اجتماعات بقايا نظام الإخوان الإرهابى مع بقايا نظام "خلقنا لنعترض" الذين لا يعجبهم أى شىء ولا يرضوا عن أى شىء وفى نفس الوقت لا يطرحوا وجهات نظر تفيد فى البناء بشىء، حملة بداية فى نظرى هى مولود مشوه نتج عن زواج البقايا بالبقايا، مولود بلا ملامح، بلا عيون، بلا أطراف، بلا حواس، ضعيف جدااااا وصوت بكائه مزعج جدااااا وبينه وبين الموت خطوة واحدة، سيموت لأن كل الشواهد تؤكد ذلك، ولأن الناس بعدما سمعوه يندب ويولول بدون منطق جاء رد فعلهم رافضا جدا لوجوده على قيد الحياة السياسية، ولأنه كيان عشوائى لم يعرف كيف يقدم نفسه ولم يكسب أى تعاطف رغم كل التشوه الواضح فى ملامحه وكل الآهات التى يعزف أوتارها وهو يبكى، سيموت لأن أحدا لم يصدقه ولن يعرف لخطب ود الإرادة الشعبية سبيلا وبدون إرادة شعبية سيتلاشى أسرع مما تتلاشى فقاعة الصابون الحائرة فى الهواء، أنا على قناعة تامة أن حركة بداية فى طريقها للنهاية لكنى أخشى أن تعطيها الأجهزة الأمنية قبلة الحياة لو تعاملت معها بنفس الأسلوب المعتاد، بالأسلوب الذى يحول دائما المدعين إلى أبطال والمزيفين إلى زعماء والجبناء إلى شجعان يضرب بهم المثل فى الجرأة والصمود، أنا لا أرى أى داع لاتخاذ أى إجراءات ضدهم، ولا أرى أى داعى للقبض على أى منهم رغم كل ما قالوا، ورغم أنهم دافعوا عن إرهابيى عرب شركس بعد تنفيذ القصاص فيهم، ورغم أنهم بأفكار مجنونة تدعو لإسقاط الدولة من أساسها، لا أرى أى داعى للتحرك ضدهم طالما لم يخرجوا من نطاق التعبير عن الرأى فقط، هنا يكفى متابعتهم من بعيد، اتركوهم يتواصلوا مع الناس لجمع توقيعات إسقاط النظام، كما فعلت تمرد من قبل ورد فعل الناس سيكون أكثر قهرا لهم من رد فعل الدولة، اتركوهم يتواصلوا مع الناس ليعرفوا حجمهم الطبيعى وليعرفوا أنهم أقل بكثير جدا من أن يقنعوا الإرادة الشعبية بما يقولون، اتركوهم يظهروا فى الإعلام ليناقشهم ويفضح عوراتهم الفكرية وتنهال عليهم أدوات التنكيل الشعبية من كل فج عميق وستكون أقوى من أى أداوت تنكيل أخرى، اتركوهم للناس ولا تحولوهم لأبطال وزعماء ومناضلين لو أخرستموهم عنوة، دعوهم يتحدثوا كثيرا ليخطأوا كثيرا ولينكشفوا سريعا، وأعتقد أن حركة مثل بداية عندما تصدر للناس فى أول تعبير عن نفسها إعلاميا شخص بحجم ضعف وعشوائية وركاكة فكر المدعو "شريف.. معرفش أيه كده"، فمعنى ذلك أنها لا تملك كوادر على الأرض وستتسع مساحة الهرتلة التى ستقضى عليهم كلما ظهروا.. ليس معنى كلامى هذا أنى راضية تماما عن أداء النظام وأنى سعيدة بالواقع وأراه جنة الله على الأرض، بالعكس أنا محاطة يوميا بوقائع حرق الدم وأداء الحكومة العجيب وأتحسر على ثورتين لم يتحقق بعدهم المرجو منهم، لكنى أعرف جيدا أننا نعيش فترة مرتبط فيها مصير الدولة بمصير رئيسها وأعرف أننا لن نستطيع دفع أى فواتير أخرى للفوضى، وأعرف أيضا أن ليس فى الإمكان أفضل مما كان وأعتقد القطاع الشعبى العريض مؤمن بذلك أيضا وليس لديه أى استعداد لمزيد من التوتر، ولهذا أقول "لا تحولوا بداية لزعماء واتركوهم لرد الفعل الشعبى".








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة