تحل اليوم الذكرى الـ20 لواحدة من أفظع الكوارث التى شهدتها ملاعب كرة القدم عبر التاريخ، وهى كارثة ملعب "هيسل"، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، التى راح ضحيتها 39 شخصا، وتعرض نحو 600 آخرين لإصابات بالغة، عقب الاشتباكات التى نشبت بين جماهير ليفربول الإنجليزى ويوفينتوس الإيطالى، فى مدرجات الملعب قبل بدء مباراة نهائى دورى أبطال أوروبا 1985.
الكارثة، التى حدثت فى بلجيكا رسخت فى نفوس مشجعى الفريقين، عداوة كبيرة فيما بينهم حتى يومنا هذا، ويعلم الجميع أن العلاقة بين الجمهورين عدائية للغاية منذ ذلك الحين، إلا أن ما حدث لم يكن وليد الصدفة، بل كان هناك عدة أسباب أدت لحدوث الكارثة.
فى الموسم السابق للكارثة كان ليفربول، قد فاز بدورى الأبطال للمرة الرابعة فى تاريخه على حساب إيه إس روما الإيطالى، إلا أن المباراة التى أقيمت بينهما على الملعب الأولمبى فى روما شهدت بعض الاعتداءات من جانب الجماهير الإيطالية، على جماهير الريدز، قبل وبعد المباراة، لذلك دخل ليفربول مباراة "هيسل" وفى نيته الفوز باللقب للمرة الثانية على التوالى، فى الوقت الذى أرادت فيه جماهيره أن تنتقم لما حدث لهم فى العام السابق، خاصة بعدما وجدوا الفرصة سانحة أمامهم للانتقام، نظرا لأن المباراة ستكون أمام فريق إيطالى آخر وهو اليوفى.
ولكن كانت هناك أزمة أخرى طرحت نفسها قبل اللقاء، كانت تتمثل فى ملعب المباراة المتهالك والذى قارب عمره على الـ55 عاما، ورغم إلحاح بيتر روبنسون الرئيس التنفيذى لليفر آنذاك، على الاتحاد الأوروبى بنقل المباراة إلى ملعب آخر، إلا أنه لم يجد أى استجابة.
وقبل حوالى ساعة من انطلاق المباراة، كان الملعب مكتظا بما يقرب من 58 ألف مشجع، حيث تم تخصيص ثلاث مناطق لجلوس جماهير يوفينتوس، بينما تم تخصيص منطقتين فقط لجلوس جماهير الريدز، وكان هناك منطقة إضافية تم تخصيصها للجماهير البلجيكية المحايدة، إلا أن هذا أغضب جماهير اليوفى وليفربول لأنهم كانوا على علم بأن هذه المقاعد سوف تباع فى السوق السوداء.
وبالفعل حدث ما توقعه المشجعون، حيث بيعت معظم تذاكر المنطقة المحايدة، لأبناء الجالية الإيطالية الذين كانوا يتواجدون بأعداد كبيرة فى بلجيكا، الأمر الذى أغضب جماهير الفريق الإنجليزى بشدة، واضطرهم لاقتحام المنطقة التى يجلس فيها جماهير البيانكونيرى، والذين اضطروا بدورهم للركض خوفا من جماهير ليفربول، لتحدث الكارثة، بسبب التدافع الكبير الذى أدى لانهيار المدرج وسقط عدد كبير من المشجعين بين قتلى ومصابين.
ولقى 32 مشجعا لليوفى حتفهم كان من بينهم طفلان، بالإضافة إلى 4 مشجعين بلجيكيين، ومشجعين فرنسيين ومشجع من أيرلندا الشمالية، ولم تستطع قوات الشرطة أن تسيطر على الأمر.
المثير أن المباراة استمرت بشكل طبيعى، لمنع مزيد من العنف، وانتهت بفوز اليوفى بهدف نظيف، ولكن عقب نهايتها قرر الاتحاد الأوروبى، حظر مشاركة الأندية الإنجليزية فى بطولات أوروبا لمدة 6 سنوات، حتى تم رفع الحظر فى موسم 1991، ولكن تم منع ليفربول من المشاركة لعام إضافى، ووصف "يويفا" تلك اللحظة بأنها الساعة الأحلك فى تاريخ الكرة الأوروبية.
وجمعت أول مواجهة بين الفريقين منذ حدوث الكارثة، بعد 30 عاما، عندما التقيا فى ربع نهائى البطولة ذاتها موسم 2005، حيث نجح ليفربول فى الفوز بهدفين مقابل هدف، فى مباراة الذهاب، ثم انتهى لقاء الإياب بالتعادل السلبى، قبل أن يكمل الريدز مشوارهم نحو التتويج باللقب الخامس الذى كانوا يبحثون عنه قبل 30 عاما أمام البيانكونيرى فى "هيسل"، والمثير أيضا أنه تحقق وقتها على حساب فريق إيطالى آخر وهو إيه سى ميلان فى مباراة دراماتيكية.
بالفيديو والصور.. 20 عاما على كارثة "هيسل" التى كتبت عداء تاريخيا بين ليفربول ويوفينتوس
الجمعة، 29 مايو 2015 09:23 ص
كارثة ملعب "هيسل"
كتب هشام البلك
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة