وسعت أشعار عبدالرحمن الأبنودى الطريق أمام المطرب محمد رشدى، فتحت له آفاقًا جديدة، قال وهو يسرد مذكراته لى: كانت «وهيبة» و«عدوية» قنبلتين، «وهيبة» جاءت لى ببليغ حمدى، و«عدوية» عكست حلم «بليغ» فى أن يقدم طموحه وشقاوته فى الألحان، وأصبحنا الثلاثى الرابح فى الأغنية.
كان «رشدى» بين الحين والآخر يذكرنى بالقول: «فى أول لقاء مع الأبنودى، قال لى: إنت عايز إيه من الأغنية؟، وعلى فكرة كان السؤال ده بيشغلنى دايمًا، لأن الفنانين أنواع، واحد الفن عنده للتسلية، وواحد الفن عنده رسالة وطنية واجتماعية وإنسانية.. أنا من النوع الثانى، لكن قبل موال أدهم مكنتش لاقى نفسى، مش لاقى اللى يطلع الحتة دى من جوايا، مرة كنت بسجل فى الإذاعة وبعد ما خلصت نادى على «الشجاعى» قال لى: أنا عندى بسطرمة اسمها عبدالمطلب، وجبنة اسمها عبدالعزيز محمود»، ونوع جبنة تانى اسمه عبدالغنى السيد، إنت بقى أى صنف؟، الراجل كان قصده ينورنى لأنه شايفنى تايه، مفيش لون ليا، مرة ألبس توب عبدالمطلب، ومرة ألبس أى توب تانى، المهم أنا مش أنا، تايه، مليش لون، عبدالحليم حافظ ماشى بسرعة الصاروخ، فاهم المرحلة بكل اللى فيها، سياسة وفن، وأغنيته بتعبر عنها، وأنا مش فاهم، أنا مش هنا، لكن رغم ده كله كان عندى إحساس كبير إنى هلاقى نفسى فى يوم من الأيام، لأنى صادق مع نفسى حتى لو كنت تائه».
يواصل رشدى: «كان سؤال الأبنودى: إنت عايز إيه من الأغنية فى وقته، وأنا كنت تقريبًا لقيت الإجابة عليه بعد موال أدهم، لكن أدوات التنفيذ كانت لسه مش موجودة معايا.. قصدى المؤلف، والملحن».
يواصل رشدى: «الأبنودى قال لى يومها وإحنا بنتكلم: خلى بالك المرحلة دى بتاعتك إنت أكتر من عبدالحليم، قرارات يوليو الاشتراكية محتاجة فيها بعد اجتماعى، أغنية فيها الفلاح والعامل والبسيط والفقير، محتاجة كل دول يلاقوا نفسهم فى أغنية بتتكلم عن مشاعرهم وعواطفهم، وأنت اللى مؤهل للدور ده، فيك حاجة تخلى الناس الغلابة دول يصدقوك لما تغنى لهم».
يضيف: «كان الأبنودى بيكلمنى بصوتى، يعنى كنت بتكلم مع نفسى، هو كان عارف، شايف كويس، عنده نبوءة الشعراء، وأنا كنت شايف كويس وعندى طاقة جبارة فى الحلم، تقدر تقول إحنا لقينا بعض، أنا وهو وبليغ حمدى».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة