أكرم القصاص

«فيفا» فساد معلن!

السبت، 30 مايو 2015 07:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا الفساد الدولى الضخم الذى تكشف فى الاتحاد الدولى لكرة القدم فيفا لم يكن مفاجئا، وكان هناك جزء منه متداول خلال السنوات الماضية، عن رشاوى دولية للحصول على تنظيم المونديال. هناك اتهامات تطال روسيا وقطر وجنوب أفريقيا، وهناك الحرب الباردة من أمريكا التى عينها على روسيا تريد انتزاع تنظيم كأس العالم منها، وروسيا تتهم أمريكا باللعب غير النظيف، وانتخابات يتنافس فيها جوزيف بلاتر مع الأمير على بن حسين، كان الفساد معروفا، أما الإعلان فيبدو أنه كان متعمدا.

كانت رشوة قطر هى الأضخم والأكثر ظهورا، وتداولا منذ شهور، قطر دفعت أولا، ثم واصلت الدفع من أجل أن تغطى على الرشاوى، وتغطى على اتهامات بقتل عمال نيباليين، لبناء ملاعب وفنادق للحاق بالموعد.

والحقيقة أن رائحة الفساد تفوح من الفيفا طوال سنوات قبل قطر وبعدها، ويبدو أن الفساد عنوان فى لعبة كرة القدم التى تحولت لتجارة وسمسرة فى العالم كله، وسيطرت على كل الرياضات، وهذا الفساد ارتبط بالاحتراف والأرباح الضخمة للسماسرة والتجار والاتحادات بل النوادى، وهنا فى مصر تعوم كرة القدم على مستنقعات من الرشوة والفساد والسمسرة والابتزاز.

والمدهش أنه بالرغم من أن وقائع الفساد والرشاوى بالملايين فى الفيفا كانت معلنة، بدا الأمر مفاجئا، لأن من يرتشون يفترض أنهم موظفون دوليون محصنون، ليسوا فى حاجة إلى فساد، والراشى دول وأنظمة اعتادت أن تشترى كل شىء بالمال، وبعض هذه الدول تشترى الخراب نفسه، وتدفع فيه أموالا ضخمة وتربى إرهابيين من أجل أن تكون لها حيثية، وبالتالى ليس غريبا على قطر اتباع الرشاوى بمئات الملايين من أجل أن ترسو عليها قرعة تنظيم كأس العالم، بينما لم يكن لديها ملاعب ولا أماكن ولا حتى الطقس المناسب لدرجة أنهم غيروا موعد المونديال من الصيف للشتاء.

وحتى نمد الخيط لآخره، ما كانت قطر تجرؤ على دفع رشاوى ما لم تكن تعرف أن الفيفا مؤسسة دولية فاسدة، والفساد قائم قبل وبعد فوز قطر، بل هناك دلائل على أن الفساد فى المنظمات الدولية موجود ومنظم، وأن الرشاوى والابتزازات جزء من التجييش فى العلاقات الدولية، وبالتالى فهو ليس جديدا فى الفيفا، لكنه يبدو مفاجئا من شدة توقعه ومعرفته والاعتراف به.

أما القبض على أعضاء الاتحاد الدولى ربما كان فصلا جديدا من فصول إغلاق الملف وفتح ملف آخر بمناسبة الانتخابات التى تجرى فى الاتحاد الدولى، ولا توجد ضمانات على أن فساد الفيفا لم يمتد وينتشر إلى اتحادات إقليمية ومحلية، وهى قصة فساد معلن.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة