بصرف النظر عن موقفك من قطر كدولة، فإن أيًّا ممن يتابعون مسيرتها السياسية لاشك تنتابهم دهشة وهم يسعون لتفسير السلوك الدائى وحجم التورط فى أعمال خارج نطاق العقل والقانون، وبالمناسبة ليس عيبا أن تسعى أى دولة أيا كان حجمها إلى أن تكون لها حيثية، أو تحقق نفوذا ووجودا على الساحة الدولية، ثم إن حجم الدولة لا يمثل مشكلة، فهناك دول صغيرة فى الحجم وعدد السكان وليست فى ثراء قطر ومع هذا صنعت لنفسها وجودا إقليميا ودوليا، إسرائيل على سبيل المثال.
يضاف إلى ذلك أن دولا كثيرة تتورط فى أعمال قذرة، من دون أن تكشف نفسها لكونها تستخدم قواعد العالم السياسية، لكن قطر خلال فترة وجيزة، لم تعد قادرة على ستر نفسها.
ولا نقصد فقط ملف قطر وحصولها على تنظيم كأس العالم وما ظهر من تقديم رشىً ضخمة تفسد تاريخ المسابقة وتلوث مسابقة دولية رياضية، مع الأخذ فى الاعتبار أن منظمات كرة القدم الدولية والإقليمية والمحلية لا تخلو من فساد، لكن مع قطر بدا أن الرشى تتجاوز الرغبة فى شراء تنظيم المسابقة إلى تغيير قواعدها ومواعيدها، فضلا عن استعباد وقتل عمال نيباليين وآسيويين لإتمام الشروط الواجبة.
وإذا كانت رائحة الفساد فاحت من الفيفا والمونديال، فقطر تفوح روائحها ككيان متورط فى دعم التنظيمات الإرهابية فى المنطقة وعلى رأسها تنظيم داعش، وهو ما يبدو إحدى القرائن على دعم التنظيمات الإرهابية فى مصر ومناطق مختلفة، وأحيانا يبدو دعم قطر لمثل هذه الأنشطة بلا هدف واضح، ويشبه إلى حد كبير ما كان يفعله العقيد معمر القذافى فى وقت ما فى الثمانينيات والسبعينيات من دعم منظمات إرهابية مثل كارلوس ومنظمة أبونضال التى كانت عبارة عن بندقية للإيجار كما وصفها باتريك سيل وكشف عن علاقتها بالرغم من فلسطينيتها بالموساد، كان القذافى أنفق كثيرا على منظمات وجهات مجهولة وكل ما حققه إهدار ثروة شعبه على مغامرات خائبة، ومن المفارقات أن حديثا تم عرضه للقاء بين القذافى وأمير قطر السابق حمد كانا يتحدثان فيه عن تفكيك السعودية ومصر.
ربما تكون لدى قطر رغبة فى تحقيق مكانة ونفوذ، وكان يمكنها توفير هذه المليارات التى تدفعها للتنظيمات الإرهابية أو رشى تنظيم المونديال ويتم استثمارها، لتكون قطر نموذجا مثل دبى أو الإمارات فى التنمية، يومها كان يمكنها أن تحصل على السلطة والنفوذ والاحترام، بدلا من أن تبقى رائحتها تفوح فى كل مكان.وتتورط فى كل هذه الشرور بلا نتيجة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة