الإخوان يراهنون على إفشال زيارة الرئيس السيسى إلى ألمانيا، قيادات التنظيم الدولى، بدعم من أموال واستثمارات قطر الضخمة فى برلين «أكثر من 18 مليار يورو»، واستقواء بتركيا وجاليتها الكبيرة هناك، تتوهم أنها قادرة على الحشد والضغط على دوائر صنع القرار الألمانى، وأن الفرصة مواتية «لإحراج الرئيس» فى أكبر أوكارهم فى أوروبا.
ألمانيا تمثل مركز الثقل للجماعة وتنظيمها الأخطبوطى منذ أكثر من نصف قرن، وهذا ما يفسر تدفق قيادات الجماعة، وهروبها إلى هناك بعد ثورة 30 يونيو، ربما تبدأ كما يؤرخ لها بعض الحقوقيين الألمان مع النازية، واستمرت مع تأسيس الجماعة لأول مركز إسلامى فى أوروبا فى ميونيخ بقيادة الإخوانى الراحل سعيد رمضان، زوج ابنة حسن البنا، ومستشاره الخاص، وأصبح المركز جسرًا لنشر المشروع الإخوانى فى باقى الدول الأوروبية.
المصلحة والاستفادة كانت متبادلة بين المخابرات الألمانية الغربية وقتها، وبالطبع المخابرات الأمريكية من جانب، والإخوان من جانب آخر. ألمانيا الغربية استغلت الإخوان لمناهضة مصر فى عهد عبدالناصر بعد اعتراف القاهرة بألمانيا الشرقية، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع بون، والجماعة استفادت بالدعم المطلوب، وتسهيل سيطرتها على مسجد ومركز ميونيخ الإسلامى، والتمدد فى باقى المدن الألمانية، ومنها إلى أوروبا.
المركز كما تشير وثائقيات فيلمية ألمانية تولى الإشراف عليه من كانت لهم علاقة بالنازية قبل الحرب العالمية الثانية، أو بتنظيم القاعدة فيما بعد، فالتركى الجنسية نور الدين نمانجانى، نائب سعيد رمضان فى لجنة بناء مسجد ميونيخ، كان جنديًا فى الجيش النازى، وباقى القيادات الإخوانية شاركت فى العملية الإرهابية فى نيويورك عام 93، مثل محمود أبوحليمة، وغالب همت الذى ترأس التجمع الإسلامى فى ألمانيا منذ عام 73 حتى 2002، وساهم فى تأسيس بنك التقوى مع اليوسفين، القرضاوى وندا، واتجهت أصابع الاتهام إلى غالب، القيادى الإخوانى السورى، ويوسف ندا، والقرضاوى بتمويل تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن من خلال شبكة غسل الأموال فى بنوك وشركات الإخوان.. غالب همت أصدر الرئيس المعزول محمد مرسى عفوًا عنه من بين 8 قيادات إخوانية هاربة فى قضية التنظيم الدولى للإخوان.
لكن لماذا غضت ألمانيا الطرف عن أنشطة الإخوان فوق أراضيها؟ ومن هو «الرجل العنكبوت» الذى يدير فرع الإخوان فى ألمانيا الآن؟.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة