من الأمثال الشعبية التى تؤكد على عدم تنفيذ الوعود والاكتفاء بالكلام المعسول، وهو مثل بليغ شديد التعبير ويعكس الكثير مما نعيشه «كلام الليل مدهون بزبدة يطلع عليه النهار يسيح»، ومثلما يعكس المثل الكثير من الأمور الحياتية فإنه ينطبق تماما على علاقة الحكومة المصرية بصناعة السينما المصرية، حيث نجد الكثير من الكلام المعسول والغزل العفيف والصريح، عن الفن وأهمية السينما وحلاوتها، وضرورتها المجتمعية، ودورها فى محاربة الإرهاب والتطرف، وكثير من الكلام الحنجورى لكبار المسؤولين حول الخطط المستقبلية والنهوض بالفن وضرورة دعم السينما ومؤتمرات رايح جاى واجتماعات فى غرف مغلقة مع رئيس الحكومة، وأخرى مع مستشارة الرئيس للأمن القومى الدكتورة فايزة أبو النجا، ومؤسسات صحفية كبرى تعقد اجتماعا موسعا يضم كبار نجوم وسياسى مصر، ولقاءات وأحضان وقبلات.. كل هذا والواقع يؤكد أن كلام الحكومة مدهون بزبدة.. يطلع عليه النهار يسيح، فلا عادت الدولة للإنتاج جنبا إلى جنب مع المنتج الخاص ولا أعلنت الدولة عن عودة عدد من دور العرض المستأجرة لإدارتها، ولا قامت بضخ مليم فى الصناعة، ولا اتخذ المسؤولون قرارا واحدا عمليا يتعلق بملفات الصناعة والتى باتت تئن من كثرة أزماتها بدءا من الضرائب ورسوم التصوير أو ملف تصوير الأفلام الأجنبية فى مصر، أو تخفيض الرسوم المطلوبة للتصوير فى الأماكن السياحية، وغيرها من المنشآت ولا ملف القرصنة ولا العمل على تحديث البنى الأساسية فى استوديو مصر وغيره من المعامل، ولا أحد يعرف أين ذهبت الملايين التى تحدث عنها المسؤولون لدعم الصناعة لا شىء حتى هذه اللحظة رغم الملفات والاقتراحات والاجتماعات والتى تعقد منذ أكثر من عام وببساطة نستطيع أن نقول إنه ضجيج بلا طحن.
سياسة الكلام والغزل التى تنتهجها الحكومة، لا تكشف إلا عن شىء واحد وهو جهل حقيقى بأهمية الفن وضرورة النهوض بالسينما، وأن الكلام الذى يتم ترديده عن أن السينما صناعة أمن قومى هو كلام يتم ترديده على لسان الحكومة بوزرائها دون وعى حقيقى أو إدراك لهذا المعنى لأن حكومة محلب لا تفعل شيئا سوى الإصرار على خذلان الصناعة، وإحباط القائمين عليها وتحديدا الذين يعملون ويصرون على بث الروح فى الصناعة وليس هؤلاء الذين لا يجيدون سوى الكلام والتقاط الصور إلى جوار المسؤولين أصحاب الكلام المدهون بالزبدة.