أشهر 10 أدباء "مشردين".. محمود درويش صاح: وطنى حقيبتى.. وعبد الرحمن منيف عاش غريبا ومات بعيدا.. والعراق لا يحب شعراءه.. ومحمد الفيتورى آخر المعذبين فى الأرض

الثلاثاء، 05 مايو 2015 06:19 م
أشهر 10 أدباء "مشردين".. محمود درويش صاح: وطنى حقيبتى.. وعبد الرحمن منيف عاش غريبا ومات بعيدا.. والعراق لا يحب شعراءه.. ومحمد الفيتورى آخر المعذبين فى الأرض محمود درويش
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
النفى والغربة جزء من سيرة الشعر والإبداع فى عالمنا العربى، والتشرد الذى يصيب المبدعين المقصود به حالات النفى التى أجبروا عليها ودفعتهم لترك أوطانهم رغم "حبهم لها وتعلقهم بها" فمنذ فعلها الشاعر الأول أمير شعراء ما قبل الإسلام "امرؤ القيس" الذى ذاق الغربة حين أنكر عليه أبوه قول الشعر فخرج ولم يعد، وكذلك عرف عنترة العبسى الاغتراب بسبب لونه ونسبه لأمّه وهى الأمَةَ الحبشية، وكانت آخر حلقات الاغتراب موت الشاعر الكبير عاشق أفريقيا محمد الفيتورى فى الرباط بالمغرب بعد نفى أسلمه إلى غربة ومرض.

محمد الفيتورى


الفيتورى شاعر بلا وطن، لكنّ الأوطان كلّها كانت له، عاش متنقلاً بين الخرطوم والإسكندرية والريف المصرى والقاهرة وبنغازى وبيروت ودمشق والدار البيضاء وروما والرباط، وذلك بعد أن سحب منه الرئيس السودانى جعفر النميرى الجنسية السودانية 1974، وحينها منحته ليبيا جنسيتها والتى سحبت منه بعد سقوط نظام القذافى، وبعد مناشدات منحته السودان 2014 جواز سفر دبلوماسى، لكنه فضل أن يموت ويدفن فى الرباط بالمغرب.

عبد الرحمن منيف


لم يكن هدم أجزاء من قبر الروائى الكببير عبد الرحمن منيف 2007 فى دمشق هو الإنكار الأول الذى أصابه، فقد عانى "منيف" طيلة فترة الخمسينات والستينات والسبعينات- من حرب شديدة من جهات مختلفة، وكان من نصيبه إسقاط جنسيته السعودية، حيث جُرِّد من جواز سفره وهو فى دمشق عام 1963، ليجد نفسه وسط دوامة من الإبعاد والنفى.

أربعون عاما ظل فيها "منيف" خارج موطنه ورفضت السلطات السعودية منح مواطنها الأديب المعروف وثيقة سفر وكان يستخدم جواز سفر سورى.

استقرار ووفاة ثم دفن عبد الرحمن منيف فى المنفى كان بمثابة أمر مهين للأنظمة العربية التى ضنت عليه بورقة هوية، وفى حين شيعه جمهور غفير فى تظاهرة ثقافية ورسمية شملت وزراء وشخصيات سياسية وأدبية، لم يكن بين المشيعين ممثلاً للحكومة السعودية أو سفارتها فى دمشق.

محمد مهدى الجواهرى


الشاعر الكبير محمد مهدى الجواهرى، كان يعد عدو الأنظمة المستبدة التى كانت مسيطرة على العراق لذا عوقب مرتين بسحب الجنسية منه، مرة فى عهد عبدالسلام عارف، ومرة فى عهد صدام حسين عندما توجه مع الشاعر عبدالوهاب البياتى الى المملكة العربية السعودية فى تلبية دعوة لحضور احتفالات الجنادرية سنة 1995.

عبد الوهاب البياتى


البياتى نموذج آخر من نماذج الاضطهاد الفكرى عاش فى الغربة منذ الخمسينات وهو مثل الجواهرى سحبت منه الجنسية أثناء رحلة الجنادرية، وقبل ذلك بـ 35 عاما سحبت منه فى سنة 1963، وكذلك الجواز حتى سنة 1968 وكان حينئذ فى موسكو ولم يتحرك منها حتى أعيد له جوازه، فذهب إلى القاهرة، وبقى فى مواطن الاغتراب حتى احتضنته دمشق فى الموت.

نجيب سرور


فى سنة 1959 سافر نجيب سرور فى بعثة حكومية إلى الاتحاد السوفييتى وهناك أفصح عن انتمائه الشيوعى فأثار ريبة الشيوعيين من ناحية وحفيظة زملائه فى البعثة من ناحية أخرى.

وبعد أن ألقى خطبة نارية ضد النظام فى مصر ووصفه بالقامع، انتهى به الأمر إلى إلغاء بعثته وسحب جواز سفره المصرى وعانى من ظلم النفى والملاحقة.

محمد حسين بهنس


الشاعر السودانى "محمد حسين بهنس" مات متجمدا من البرد على أحد أرصفة وسط البلد بالقاهرة، حيث كان يحيا مشردا بلا مأوى جاء إلى القاهرة ليقيم معرضا تشكيليا فى القاهرة، قرر بعدها الإقامة فيها ولما تدهورت أوضاعه المالية ووضعه النفسى اتخذ من ميدان التحرير سكنا له وأرصفة وسط القاهرة منصات لإعلان السخط على الوضع السياسى والثقافى والإنسانى، وكان "بهنس" عاش فى فرنسا 5 سنوات وتزوج من فرنسية وأنجب منها طفلا عام 2005 ثم طلق زوجته، وقامت الحكومة الفرنسية بترحيله.

محمود درويش


قال محمود درويش " وطنى حقيبة/ وحقيبتى وطن الغجر/ شعب يخيم فى الأغانى والدخان/ شعب يفتش عن مكان بين الشظايا و المطر" ومات مغتربا فى أمريكا إثر عملية قلب مفتوح، ولم يكن العدو الإسرائيلى يرحب بوجوده داخل الأرضى الفلسطينية، فبادر إلى نفيه، خارج الوطن من هناك عاش درويش التجربة الحزينة لكنه لم يتحول إلى رثّاء بكّاء، فكانت قصائده التى تلتهب بالنضال وتبشر بالثورة الشاملة ومفاتيح العودة.وخلال فترة النفى هذه أصبح درويش شاعر المناضلين الأشداء، وصوت فلسطين فى الصميم، عبر ما أوتى من موهبة عمل على صقلها من أجل أرضه.

سعدى يوسف


أما سعدى يوسف فقد دفعته ظروف الوطن لوصف العراق الحالى بأنه "مستعمرة أميركية يحكمها نظام إسلامى"، وأعرب عن اعتزازه بالجنسية البريطانية التى يحملها، مبينا أنه لم يعد من شىء يربطه بالعراق فيما عدا ذكريات الطفولة.

بدر شاكر السياب


حينما أوغل الحكام فى ايذائه والتنكيل به، هاجر مع من هاجر خارج البلاد، فأقام فى الكويت وذلك فى بداية العام 1953، وهناك التقى ببعض العراقيين الذين فروا من عسف السلطة سكن معهم وكانوا حشدا مختلف الأمزجة والعقليات والثقافة والتفكير، ووجد له وظيفة مكتبية فى شركة كهرباء الكويت، وهناك عاش حياة اللاجئ الذى يستبد به الشوق إلى أهله ووطنه، كانت مشاعره تدفعه دائما إلى اتخاذ قرار العودة إلى العراق، لم يجد فى الكويت وطنا بديلا للعراق

ابن زريق البغدادى


أبو الحسن على أبو عبد الله بن زريق، شاعر عباسى، ارتحل عن موطنه الأصلى فى بغداد قاصداً بلاد الأندلس، عله يجد فيها من لين العيش وسعة الرزق ما يعوضه عن فقره، ويترك الشاعر فى بغداد زوجة يحبها وتحبه كل الحب، ويخلص لها وتخلص له كل الإخلاص، من أجلها يهاجر ويسافر ويغترب وفى الأندلس يجاهد الشاعر ويكافح من أجل تحقيق الحلم، لكن التوفيق لا يصاحبه، فهناك يمرض ويشتد به المرض وتكون نهايته فى الغربة.



موضوعات متعلقة


-رحيل الشاعر الكبير محمد الفيتورى عاشق إفريقيا الأول.. السودان "طرده".. وليبيا "تخلت عنه".. ومقبرة الشهداء بالمغرب مثواه الأخير.. والمثقفون ينعونه: تحدى الاستعمار الغربى وغنى لـ"الزنوج" وأخلص للشعر















مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة