محمد بن زايد فى الذكرى الـ39 لتوحيد القوات المسلحة الإماراتية: قواتنا ستظل سندًا للأشقاء ولن نبخل بأى دعم لمساعدة العرب.. ونشارك فى عملية "إعادة الأمل" لضمان استقرار دول الخليج

الثلاثاء، 05 مايو 2015 03:57 م
محمد بن زايد فى الذكرى الـ39 لتوحيد القوات المسلحة الإماراتية: قواتنا ستظل سندًا للأشقاء ولن نبخل بأى دعم لمساعدة العرب.. ونشارك فى عملية "إعادة الأمل" لضمان استقرار دول الخليج محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبو ظبى
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمناسبة الذكرى 39 لتوحيد القوات المسلحة الإماراتية، التى تحل غدًا الموافق 6 مايو، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبو ظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإمارتية، أن مشاركة الجيش الإماراتى فى عملية "إعادة الأمل " ضمن تحالف الدفاع عن الشرعية الدستورية فى اليمن تأتى ترجمة لمبادئ سياسة الإمارات الخارجية القائمة على ضمان الأمن واستقرار دول الخليج العربية المستمدة من مواثيق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولى والجامعة العربية.

بن زايد يؤكد دور القوات الإماراتية لدعم الاستقرار الإقليمى
وأعرب بن زايد خلال كلمة له نشرتها مجلة "درع الوطن" الإماراتية بمناسبة ذكرى توحيد القوات المسلحة، عن فخره واعتزازه بهذا الدور وما أثمره من نتائج استراتيجية مهمة تمثل إضافة نوعية وتاريخية إلى سجل أداء قوات الإمارات المسلحة من ناحية وتعد ركيزة لمرحلة مقبلة فى النظام الإقليمى بما وفرته من معطيات وحقائق استراتيجية جديدة على أرض الواقع من ناحية أخرى.

الإمارات لا تطلب دورا سياسيا ولا موقعا


وأضاف ولى عهد أبو ظبى قائلا: "إن دولة الإمارات لا تطلب دورا سياسيا أو موقعا أو مركزا، ولكنها تطمح إلى المساهمة فى استعادة التوازن للمنطقة العربية عبر بوابة الأمن والاستقرار، وأننا فى دولة الإمارات نسعى إلى بناء قوات مسلحة للمستقبل قادرة على مواجهـة التحـديات وردع أى جهة تحـاول المساس بأمن دولتنا وشعبها".

وقال بن زايد: "ننتهز هذه الفرصة لنوجه إلى المشاركين فى هذا الواجب الوطنى تحية تقدير وإجلال لدورهم البطولى المشرف فى حماية وطننا والدفاع عن الشعوب الشقيقة وإرساء قيم العدل والحق"، مشيرا إلى أن هذا جاء تلبية لنداء تأدية الواجب الوطنى إيمانا منهم بتحمل المسؤولية وبروح الانتماء إلى هذه الأرض الطيبة ويكسبهم كثيرا من الخبرات العملية.

نص كلمة بن زايد


الإخوة والأبناء حماة الوطن... وحراسه... تحية تقدير وإعزاز أرسلها إليكم فى هذا اليوم الخالد الذى نحتفل فيه بالذكرى التاسعة والثلاثين لتوحيد قواتنا المسلحة، تلك الذكرى التى تحظى بمكانة عزيزة لدى كل مواطن يعيش على تراب هذا الوطن الغالى وينعم بأمنه واستقراره.

وبهذه المناسبة الغالية يسعدنى أن أتقدم بالتهنئة إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة " حفظه الله " وإلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى " رعاه الله " وإخوانهما أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وإلى جميع أبناء هذا الوطن العزيز الغالى.

كما أتوجه بهذه المناسبة التاريخية المهمة إلى كل فرد من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة. لأهنئ بذلكم وإخلاصكم وعطائكم وأشيد بشموخكم ونخوتكم وإيثاركم. وأقول لكم إن الإمارات تفخر بكم وتقدر صنيعكم وتزهو بشجاعتكم وإقدامكم.

ففى مثل هذا اليوم السادس من مايو عام 1976. اتخذ المجلس الأعلى للاتحاد برئاسة المغفور له بإذن الله تعالى الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه"، خطوة تاريخية عندما قرر توحيد قواتنا المسلحة سعيا إلى دعم الكيان الاتحادى وتوحيد أركانه وتعزيز أمنه واستقراره وتقدمه وإيمانا بالمسؤولية التى تستوجب تكريس روح الاتحاد وتحقيق الاندماج الكامل لمؤسسات الدولة وتحقيقــا لتطلعات المواطنين إلى دمج القوات المسلحة تحت علم واحد وقيادة واحدة لتكون السياج القوى الذى يحمى الوطن ويذود عن بره وبحره وسمائه.

واليوم ونحن نحتفل بالذكرى التاسعة والثلاثين لتوحيد قواتنا المسلحة. تشارك قواتنا المسلحة فى عملية " إعادة الأمل " ضمن تحالف الدفاع عن الشرعية الدستورية فى اليمن الشقيق بعد أن شاركت بفاعلية عملياتية متميزة وكفاءة قتالية مشهودة فى عملية " عاصفة الحزم “.

كما تشارك ضمن الجهد الدولى الذى يستهدف التصدى لخطر تنظيم " داعش " الإرهابى فى العراق وسوريا حيث نشعر بالفخر والاعتزاز للأداء المتميز لطيارينا وقواتنا فى هاتين المهمتين الوطنيتين حيث كانوا على قدر التطلعات والمسؤوليات الملقاة على كاهلهم وحققوا الأهداف الاستراتيجية المتوخاة وكانوا - وسيظلون إن شاء الله -درعا واقية لدرء المخاطر وسدا منيعا ضد المؤامرات والمطامع.

وإننا إذ نشعر بالفخر والاعتزاز بهذا الدور وما أثمره من نتائج استراتيجية مهمة تمثل إضافة نوعية وتاريخية إلى سجل أداء قواتنا المسلحة من ناحية وتعد ركيزة لمرحلة مقبلة فى النظام الإقليمى بما وفرته من معطيات وحقائق استراتيجية جديدة على أرض الواقع من ناحية أخرى. فإننا ننتهز هذه الفرصة لنوجه إلى المشاركين فى هذا الواجب الوطنى تحية تقدير وإجلال لدورهم البطولى المشرف فى حماية وطننا والدفاع عن الشعوب الشقيقة وإرساء قيم العدل والحق.

ونذكر بأن هذه المشاركات هى ترجمة لمبادئ سياساتنا الخارجية القائمة على ضمان الأمن والاستقرار فى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وهى مبادئ مستمدة من مواثيق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولى والجامعة العربية. وترتيبا على التحديات الاستراتيجية والأمنية البالغة الخطورة التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط وتهدد العديد من الدول العربية بل تطول تماسكها ووجودها ووحدتها الترابية وسيادتها على أراضيها. فإننا نستشعر مسؤولية قومية بالغة لدولة الإمارات العربية المتحدة وقواتها المسلحة تجاه هذه الظروف والمعطيات القائمة وما يتعلق منها بأمن الأشقاء العرب.

ونرى أن تقديم الدعم والعون على صعيد حفظ أمن الشعوب العربية واستقرارها يمثل ترجمة لنهج ثابت وراسخ لدينا فدولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة سيدى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " ستبقى دائما سندا للأشقاء ولن تبخل بأى دعم يسهم فى بسط الأمن والاستقرار ومساعدة الشعوب العربية على تجاوز ما تمر به من محن وما تتعرض له من مؤامرات وتدخلات خارجية، تسببت بتدمير مقدرات هذه الشعوب ونشر الفوضى والاضطراب فى أرجاء الكثير من الدول العربية. إيمانا منا بوحدة المصير العربى وتحقيقا للغايات والمبادئ التى تأسست عليها دولة الإمارات العربية المتحدة.

إن دولة الإمارات العربية المتحدة وفى ظل سعيها ودعمها للدول الشقيقة لا تطلب دورا سياسيا أو موقعا أو مركزا ولكنها تطمح إلى المساهمة فى استعادة التوازن للمنطقة العربية عبر بوابة الأمن والاستقرار. فما يجرى فى عالمنا العربى من عنف وفوضى وتخريب سعره باهض على شعوب المنطقة وتنميتها وعلينا دعم استقرار منطقتنا وحفظ أمنها وإعادة عافيتها.

وتحل ذكرى توحيد قواتنا المسلحة أيضا و نحن نشهد خطوات نوعية جديدة على درب تعزيز ركائز الوطنية والمواطنة و تمتين أسس استراتيجية التمكين وثوابتها حيث صارت الخدمة الوطنية واقعا ملموسا نراه فى مسارعة أبناء الوطن ذكورا وإناثا. إلى تلبية النداء لتأدية الواجب الوطنى إيمانا منهم بتحمل المسؤولية وبروح الانتماء إلى هذه الأرض الطيبة ويكسبهم كثيرا من الخبرات العملية وهو ما يؤهلهم كى يكونوا رافدا مهما وشريانا حيويا يمد قواتنا المسلحة بما تحتاج إليه من قدرات بشرية شابة على استعداد لأن تبذل الجهد وتضحى بالغالـى والنفيس من أجـل حماية هذا الوطن والحفاظ على مكتسباته التنموية.

لقد أثبت أبناؤنا أنهم على أتم الاستعداد لأداء الواجب الوطنى فلم يترددوا لحظة واحدة فى الانضمام إلى الخدمة الوطنية التى هى واجب على كل مواطن أن يؤديه وحق عليه أن يوفيه ولاء وانتماء إلى القيادة والوطن.

ولقد ضرب شبابنا أروع الأمثلة فى تأكيد جاهزيتهم وتسابقهم إلى أداء هذا الواجب الوطنى والوفاء بهذا الحق حيث أبوا بكل همة إلا أن يبرهنوا على وطنيتهم وولائهم وانتمائهم إلى بلدهم وأرضهم حتى رأينا معسكرات الخدمة الوطنية تفيض بشباب الوطن وكلهم عزيمة لا تلين وإصرار لا ينازعه الفتور على أن يرفعوا راية دولة الإمارات العربية المتحدة عالية خفاقة. الإخوة والأخوات منتسبى قواتنا المسلحة.

إنكم تؤدون دورا مهما فى تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة وتحقيق نهضتها ورفعتها عبر الدفاع عن إنجازاتها ومكتسباتها وحماية أمنها واستقرارها وردع كل من تسول له نفسه أن يفكر فيها بسوء وتوفير البيئة الآمنة الهادئة الصالحة للعمل والفكر والإبداع. خاصة فى هذه المرحلة التى نواجه فيها تحديات أمنية ضخمة تنبع من تصاعد ظاهرة الإرهاب وجماعات التطرف والعنف التى باتت توجد فى بعض الدول وتحاول التسلل إلى بعضها الآخر لفرض مفاهيمها المنغلقة وأفكارها المتشددة.

وانطلاقا من رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة الساعية إلى تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة وضمان تطلعات الشعوب إلى العيش الآمن والمساعدة على إحلال السلام ومواجهة الكوارث الإنسانية. فقد شاركت قواتنا المسلحة فى مهام خارجية عديدة تضمنت المشاركة فى قوات حفظ السلام فى مناطق الأزمات الدولية وأداء مهام إنسانية فى الدول التى تتعرض لكوارث طبيعية خلال فترات مضت وها هى تشارك الآن بفاعلية قتالية تبعث على الفخر والاعتزاز بقدرات مواطنينا فى القوات المسلحة فى مهام أخرى تستهدف مكافحة جماعات الإرهاب وتنظيماته والدفاع عن الشرعية الدستورية القائمة فى بعض الدول العربية. الأمر الذى يعكس أحد أهداف سياستنا الخارجية ويتمثل فى الدفاع عن الأمن والاستقرار ووحدة الدول وسيادتها وحق الشعوب فى الحياة الآمنة الكريمة وضمان أبسط حقوقها الإنسانية التى انتهكت على أيدى تنظيمات وميليشيات العنف وسفك الدماء.

ونجحت دولة الإمارات العربية المتحدة بالفعل فى أداء دور فعال فى مكافحة ظاهرة الإرهاب وجماعات العنف والتطرف سواء كان ذلك على المستوى الداخلى أو على المستوى الخارجي. فقد بلورت الدولة استراتيجية شاملة لمواجهة هذه الظاهرة تقوم على التصدى للتنظيمات المتطرفة والأعمال الإرهابية بأشكالها وأنواعها كافة وتعزيز المجابهة الفكرية والثقافية عبر تدعيم قيم الوسطية والتعايش والتسامح والانفتاح والحوار بين الثقافات والأديان والحضارات وطرح مبادرات عالمية مهمة من أجل القضاء على قوى التطرف والتعصب وتقديم الدعم اللازم للتصدى لها وذلك كله فى إطار التعاون والتنسـيق مع المجتمع الدولـى لتحقيق السلم والأمن والاستقرار إقليميا ودوليا.

كما تؤدى قواتنا المسلحة دورا رئيسيا فى هذه الاستراتيجية من خلال الدعم والمساعدات التى تقدمها إلى الدول والأطراف التى تعمل على مواجهة ظاهرة الإرهاب وجماعات العنف والتطرف. الإخوة والأخوات الضباط وضباط الصف والجنود.

إنكم من خلال دوركم فى حماية الوطن والدفاع عن ترابه ووحدة أراضيه تسهمون فى مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة نحو تحقيق التنمية المستدامة. فأنتم الدرع التى تحمى هذه المسيرة وتدافع عن مكتسباتها ومنجزاتها وتتصدى لكل من يفكر فى النيل منها. كما أن خطط التحديث المستمرة التى تنفذها قواتنا المسلحة تسهم فى دفع هذه المسيرة أيضا إذ تساعد هذه الخطط على تشجيع الصناعات الدفاعية الوطنية من أجل تصنيع أحدث المنظومات التسليحية وأفضل المعدات القتالية التى تواكب آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا فى العالم. وفى هذا المجال أؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمضى بخطى واثقة فى مجال الصناعات الدفاعية. فقد نجحت فى تثبيت دعائم صناعتها الوطنية المتطورة فى هذا المجال على الخريطة العالمية وفى إكسابها قدرات تنافسية متنامية مع كبرى شركات التصنيع الدفاعى فى العالم.

وقد شهدت المنتجات الصناعية الوطنية تطورا مشهودا أثار اهتمام العالم وإعجابه خاصة فى ظل ما حققته من تقدم كبير أهلها لأن تضاهى مثيلاتها فى كثير من الدول العريقة المصنعة للسلاح وأن تكتسب شهرة دولية وثقة عالمية متنامية وقدرة تنافسية عالية. استطاعت من خلالها اقتحام الأسواق العالمية إضافة إلى فتح العديد من الأسواق الجديدة فى مختلف دول العالم أيضا.

إن تطوير الصناعات الدفاعية يسهم من دون شك فى تحقيق التنمية المستدامة من خلال بناء قاعدة صناعية متنامية ترفد الاقتصاد الوطنى بكثير من فرص التنويع فى مجالات الدخل عبر تصدير منتجات هذه الصناعات إلى أسواق عربية وخليجية وعالمية وإتاحة الفرصة لدخول المواطنين إلى ميادين هذه الصناعات الدقيقة ما يمنحهم القدرة على الابتكار واستيعاب التكنولوجيا ومن ثم إنتاج المعرفة باتجاه الاعتماد على اقتصاد المعرفة. فضلا عما يمثله إنتاج هذه الصناعات من أهمية فيما يتعلق باستقلالية القرار السياسى والتخطيط الاستراتيجى للدول.

إخوتى وأخواتى.. لقد نجح اتحادنا فى أن يضع دولتنا فى مصاف الدول القوية وعندما نتكلم عن القوة. فإننا نقصد القوة بمفهومها الشامل الذى لا يقتصر على القوة العسكرية فقط وإنما يتضمن القوى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والإبداعية أيضا فضلا عن قوة النموذج الملهم فى التجربة التنموية لدولتنا فالقوة أمر أساسى لا بد للدول والأمم التى تسعى إلى التقدم من امتلاكه وهى تحمى مسيرة التنمية والازدهار.

وقد قطعت دولة الإمارات العربية المتحدة شوطا كبيرا فى تحقيق القوة بهذا المفهوم الشامل فعلى المستوى السياسى تعد من القوى الفاعلة والمؤثرة سواء على مستوى المنطقة أو الإقليم أو العالم. وعلى المستوى الاقتصادى تملك الدولة اقتصادا قويا يمكنها من مواجهة الصدمات والأزمات الاقتصادية ويساعدها على تحقيق نهضتها التنموية.

وعلى المستوى الاجتماعى تمكنت من إيجاد مجتمع متماسك يسوده الولاء والانتماء إلى بلاده واتحادها. وعلى المستوى الثقافى أصبحت الدولة وجهة للمثقفين والمفكرين بمهرجاناتها ومؤتمراتها الفكرية والأدبية والبحثية والفنية. وعلى المستوى العسكري. فإننا نملك جيشا قويا حديثا قادرا على حماية الوطن والذود عن أراضيه كما نملك نموذجا تنمويا ملهما للدول الساعية إلى الحداثة وتوظيف مواردها المادية والبشرية بالشكل الأمثل.

وانطلاقا من إيماننا بأن القوة العسكرية تعد عنصرا رئيسيا من عناصر القوة الشاملة وأنها الدرع التى تحمى منجزاتنا ومكتسباتنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ومسيرتنا التنموية الرائدة فإننا نسعى إلى بناء قوات مسلحة للمستقبل قادرة على مواجهـة التحـديات وردع أى جهة تحـاول المساس بأمن دولتنا وشعبها.

وترتكز جهود تحديث قواتنا المسلحة على رؤية استراتيجية شاملة تأخذ فى اعتبارها المتغيرات الإقليمية والدولية وتقوم على ثلاثة عناصر رئيسية.

العنصر الأول هو الكوادر البشرية المواطنة المؤهلة وهو العامل الأهم فى استراتيجية تطوير قواتنا المسلحة فمن دون كادر بشرى مدرب وقادر على استخدام السلاح بكفاء. لن تكون لأى معدة عسكرية أهمية وتبذل دولة الإمارات العربية المتحدة كل ما لديها من جهد من أجل إعداد عناصر بشرية مؤهلة لتحمل مسؤولياتها بكفاءة واقتدار وذلك من خلال توفير أفضل برامج التدريب العسكرى وأحدثها للقوات المسلحة ودعم الكليات والمعاهد العسكرية وتزويدها بالإمكانات والعلوم العسكرية كافة التى تسمح بأن يتلقى الطالب العسكرى مختلف العلوم العسكرية الضرورية التى تؤهله لأن يكون قادرا على استيعاب ما يوكل إليه مستقبلا من مهام.

ولا شك فى أن تطبيق الخدمة الوطنية يسهم فى رفد قواتنا المسلحة بطاقات جديدة شابة قادرة على تحمل المسئولية.

والعنصر الثانى هو تجهيز قواتنا المسلحة بأحـدث الأنظمـة والمعدات العسكرية ومواكبة التقدم الحاصل فى برامج التسلح. وتبذل دولة الإمارات العربية المتحدة جهدها من أجل الحصول على أحدث الأسلحة وأكثرها تقدما وتقنية سواء من السوق الخارجى أو من شركاتنا الدفاعية.

أما العنصر الثالث فهو الابتكار والتجديد فى أساليب التسلح والتدريب فالابتكار عنصر أساسى يسمح بالتطلع إلى الأحدث والأفضل دائما ومن دون التجديد يظل المرء أو المؤسسة فى مكانه من دون أن يحقق أى تقدم ويحتاج الابتكار والتجديد فى قواتنا المسلحة إلى قاعدة علمية تكنولوجية تعمل على تطوير منظومات التسلح والمعدات العسكرية وترفع من مستوى التدريب وأساليبه. كما أن التدريبات العسكرية المشتركة التى تجريها قواتنا المسلحة مع قوات الدول الشقيقة والصديقة تعد هى الأخرى عنصر دعم إضافيا لخبرات قواتنا وكفاءتها العملياتية وجاهزيتها القتالية.

وفى الختام نؤكد أن سعينا إلى تطوير قواتنا المسلحة وتقويتها إنما يستهدف بالدرجة الأولى الدفاع عن وطننا وعن وحدة أراضيه وعن مسيرتنا الاتحادية ضد أى معتد أو خطر أو تهديد خارجى.

كما يستهدف الدفاع عن مكتسبات تجربتنا التنموية وحقنا فى التقدم والتطور وحماية منجزاتنا والوقوف ضد كل من يفكر فى المساس بها والتعاون مع المجتمع الدولى على إيجاد عالم آمن مستقر يسوده الأمن والسلام والاستقرار.

كما نؤكد أن طبيعة التحديات والأخطار والتهديدات الاستراتيجية فى المرحلة التاريخية الراهنة تتطلب من قواتنا المسلحة البقاء على درجة عالية من اليقظة والجاهزية والاستعداد الدائم للدفاع عن المكتسبات الوطنية والقومية وحمايتها وردع كل من يضمر الشر لدولتنا الحبيبة والأشقاء فى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمنطقة العربية ودولها وشعوبها والتصدى لفكر الإرهاب وتنظيماته كافة أينما كانت وحل خطرها فى دولنا ومنطقتنا العربية وكذلك مواجهة أى مخططات تآمريه تسعى إلى تحقيق مآرب وأطماع توسعية على حساب الدول العربية ومقدرات شعوبها التاريخية والدينية وثرواتها الوطنية.

ونشدد على أن التطورات الإقليمية الراهنة وما أفرزته من واقع استراتيجى متغير يموج بتحديات جسام تفرض على قواتنا المسلحة المبادرة إلى تعزيز قدراتها العملياتية والتسليحية والتدريبية والخططية ودعم جاهزية قدراتنا البشرية المواطنة التى تثبت يوما بعد آخر عمق ولائها للقيادة الحكيمة وانتمائها إلى الوطن الغالى وبالقدر نفسه تؤكد كفاءتها القتالية وتميزها النوعى من خلال تنفيذ ما يسند إليها من مهام وطنية بإخلاص وتفان. كل عام وبيتنا متوحد ووطننا الغالى ينعم بالأمن والاستقرار والرخاء وقواتنا المسلحة فى تطور وتقدم.


موضوعات متعلقة :


- محمد بن زايد: الإمارات ستبقى سندا للدول العربية لتتجاوز ما تتعرض له










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة