نجيب محفوظ قال فى روايته أولاد حارتنا «لا تخف، الخوف لا يمنع الموت، ولكنه يمنع من الحياة»، وهناك مقولة عبقرية أيضا «كيف يستقيم الظل والعود أعوج».
وعندما خرج المصريون واختاروا المشير عبدالفتاح السياسى بما يشبه الإجماع، رئيساً للبلاد، كان لسبب وحيد وجوهرى، أنه رجل قوى وحازم، ومنضبط، قادم من مؤسسة وطنية، وقادر على فرض القانون على الكبير قبل الصغير، وعدم التهاون مع أى تجاوز من أى نوع.
لكن الحقيقة وبمرور الوقت لم نجد الحسم المطلوب، وأن مجموعة مصالح الابتزاز السياسى، من رجال أعمال، ونشطاء، وأدعياء الثورة، وإعلاميين منقلبين، وجماعات متطرفة، يمارسون نفس الطقوس منذ 25 يناير 2011، ويرددون نفس ترنيمة، نشر الفوضى، وتأجيج الشارع، والتسفيه والتسخيف من كل إنجاز يتحقق على الأرض، ونشر الشائعات، واستدعاء الخارج للتدخل فى الشأن المصرى الداخلى.
وجدنا أيادى مرتعشة، تخشى من فتح ملف القضية رقم 250 المتهم فيها نشطاء وشخصيات بارزة شاركت فى المؤامرة على البلاد، وملفات مخالفات رجال الأعمال التى يشيب لها شعر الأجنة فى بُطُون إمهاتهم، وإعلان أسماء المتخاذلين الذين رفضوا التبرع لصندوق «تحيا مصر»، ويخططون الآن لتأليب الشارع ضد النظام، بالباطل، ليس إلا بحثا عن مصالحهم الشخصية، والاستعداد للتعاون مع الشيطان فى سبيل الوصول إلى أهدافهم التى تزيد من أرقام أرصدتهم وثرواتهم، وليذهب الشعب المصرى كله للجحيم.
عدد من رجال الأعمال معروفين بالاسم، يقفون بكل قوة وراء حالة الانقلاب المفاجئ للإعلام، والدفع بعدد من النشطاء لتشكيل حملة معارضة تستنسخ ما فعلته حركة تمرد ضد نظام الإخوان، وتشمل لجانا إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك وتويتر»، ويضعون على حساباتهم صور الرئيس السيسى والجيش المصرى إمعانا فى إقناع متابعيهم بأنهم من مؤيدى النظام، وتدريجيا يوجهون نقدا لاذعا للسلطة والأوضاع، فى إيحاء أنهم رغم تأييدهم للرئيس إلا أنهم غاضبون.
هذه الحالة سنحت بها ضعف وارتعاش الدولة خشية رجال الأعمال، والخوف من أصحاب الأصوات العالية، فكانت نتيجتها ما رأيناه فى مطار القاهرة، وترجمته بلسان واضح ابنة رجل الأعمال الشهير فى قطاع السياحة، التى تعدت على ضابط شرطة، ومارست، حسب ما تم بثه من فيديوهات وشهادة شهود العيان، كل أنواع البلطجة والتهديد والوعيد، وكأنها دولة فوق الدولة، لا لشىء إلا كونها ابنة رجل أعمال.
نعم، نحن نعيش فى دولة ضعيفة ترتعش من تهديد رجل أعمال، وترتعد فرائصها من «بوست» معارض على الفيس بوك، أو «تويتة» يتم تداولها على تويتر أو نقد هدام من إعلامى منقلب كان نائما فى حضن السلطة، ويسبح ليل نهار بكرامات النظام، وتجرى لاهثة للجلوس مع من يهاجمها، لتنال رضاهم، ولن تنال هذا الرضا، ما لم تخضع تماماً لابتزازهم، ولكم فى الإعلاميين والنشطاء المنقلبين أسوة سيئة.
ما فعلته ابنة رجل الأعمال فى المطار وما أظهرته وما أتت به من أفعال مشينة تتطابق مع أفعال النشطاء، وأدعياء الثورية، يؤكد أننا فى بلد بلا قانون، يتحكم فيها رجال أعمال ونشطاء، أما ملايين المواطنين الشرفاء فلهم الله!!
دندراوى الهوارى
«بلد» ضعيفة بدون قانون.. «بلد» رجال أعمال ونشطاء وإعلاميين منقلبين
الأربعاء، 06 مايو 2015 12:02 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة