وائل السمرى

أخبار الخطاب الدينى إيه؟

الأربعاء، 06 مايو 2015 06:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأننا لا نفكر إلا فى الأزمات، ولا نشد الرحال إلى تنفيذ المشاريع إلا على إيقاع خطوات المصائب ولأننا نتحرك دائما كرد فعل ولا نبادر أبدا بدراسة أو بحث أو تخطيط أو تنفيذ، لأننا كل هذا فقد غابت قضية «تجديد الخطاب الدينى» عن حياتنا تماما فى الأيام القليلة الماضية، ولم نر برنامجا ولا نسمع مداخلة، ولم نر مناظرة أو مناقشة لكتاب، وهو ما يطرح السؤال: هل انتهى تهديد الأفكار المتطرفة؟ وهل أصبح الإسلام الذى فى المساجد والعقول والشاشات إسلاما وسطيا متصالحا مع الحياة؟ أم أن معركتنا مع الإرهاب انتهت بنهاية ظهور الأفكار الإرهابية على السطح؟

للأسف المعركة مازالت قائمة، لكننا لا نتحرك إلا على وقع القنابل، وما إن اختفت العمليات الإرهابية الكبيرة من حياتنا بفضل التضييق «الأمنى» على الإرهابيين وملاحقتهم فى كل وادٍ وتوجيه الضربات الاستباقية إليهم حتى اختفت قضية تجديد الخطاب الدينى تماما، وما إن اختفت بعض الأصوات التى ظنت أن تجديد الخطاب الدينى هو سب شيوخ الإسلام وتسفيههم فحسب حتى استراح الجميع وتعاملوا مع القضية باعتبارها «رفاهية» لا تلزمنا، وهو ما يؤكد أن مسؤولينا ليسوا «مسؤولين» وأن مشكلاتنا الحالية ستظل «مشكلاتنا الحالية» أبد الدهر.

هاج المجتمع وماج حينما تجرأ البعض على التراث الإسلامى، وكان محقا فى هذا، لكننا فى المقابل نسينا أن واجبنا الأول هو خوض معركة التجديد بشراسة لنطهر عقول أبنائنا من الأفكار المتطرفة أو المتخلفة لكى نضمن أن يكون مستقبلنا أفضل من حاضرنا، لكننا للأسف كتب علينا أن نقول «للأسف».
يغضب الجميع حينما يبادر البعض بمحاولات تجديد فردية، وينادى الجميع بأن للتجديد رجاله ومؤسساته، لكنى أعتقد أن المؤسسات التى أسهمت فى تفخيخ الخطاب الدينى لا يمكن الاعتماد عليها وحدها فى قضية التجديد، يتساوى فى نظرى كل من وزارة الثقافة والأزهر، والحل هو أن ننشئ مؤسسة جديدة تكون مهمتها إنتاج خطاب دينى جديد، وابتكار طرق حديثة للتعامل مع الأمور المشينة فى التراث الإسلامى، وفك الالتباس بين «المقدس» و«البشرى» وتجميع كل الجهود التجديدية التى قام بها شيوخنا الأوائل وفقهاؤنا، والإسهام فى بناء إنسان «مسلم» لا يعادى الحياة ولا يراها باعتبارها دار فتنة ولا يظن أن الموت هو الغاية والأمل.

لن تحل قضية التطرف بين ليلة وضحاها، لكن يجب علينا أن نبدأ فى العمل على حلها الآن حتى لا تظل هذه المشكلة طوال الحياة، ولا أتخيل أن هذا الحل سيكون عشوائيا كبقية الحلول التى نبتكرها فى ظل الأزمة، فيجب علينا الآن أن نفكر مؤسسيا وأن نولى هذه المؤسسة الناشئة العناية والرعاية اللازمة، ماديا وإعلاميا وسياسيا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة