مؤتمر لمواجهة الإرهاب فى سيناء
وقبيل انعقاد المؤتمر الذى يشهد استعدادات على أعلى مستوى، كشفت مصادر قبلية لـ"اليوم السابع" عن تفاصيل مجرياته، وقالت المصادر: "إن المؤتمر صرخة ستقطع صمت الأهالى تجاه المجموعات الإرهابية وخلاله يعلنون للعالم كله موقفهم".
مؤتمر مواجهة الإرهاب بمنطقة السر والقوارير
وقال الشيخ "موسى الدلح" أحد رموز قبيلة الترابين بوسط سيناء صاحب مبادرة تحالف القبائل والعشائر لمواجهة داعش، عقب مقتل أحد أبنائهم: "إن المؤتمر يتم التحضير له منذ أيام وسيعقد فى منطقة السر والقوارير التى تعد إحدى المواقع الهامة بديار قبيلة الترابين وسيجرى التنسيق بين القبيلة والقوات المسلحة والشرطة على حماية الضيف وضمان سلامتهم ونجاح المؤتمر".
30 قبيلة تشارك فى مؤتمر ضد الإرهاب
وأشار الدلح إلى أن أكثر من 30 قبيلة وعشيرة وعائلة أعلنت رسميا مشاركة رموز من المشايخ والشباب والعقلاء فى المؤتمر، وقال: "إن المشاركة لن تقتصر على القبائل البدوية بسيناء وستشارك كل العشائر والعائلات من سكان المدينة من اهالى العريش والشيخ زويد ورفح، كما سيشارك ممثلين عن قبائل البدو بمناطق صعيد مصر ومطروح والفيوم والشرقية والإسماعيلية".
وكشف عن أن فعاليات المؤتمر تتضمن كلمات سيلقى بها ممثلين كل قبيلة يعلنون خلالها موقف من يمثلونهم من الإرهاب، وسيتخلله جلسات مغلقة يجتمع فيها رموز القبائل للتشاور حول آلية الدفاع عن مناطقهم وتتبع العناصر المسلحة بها والإبلاغ عنها والتنسيق مع القوات المسلحة، إضافة إلى عرض الصعوبات التى تواجههم وكيفية التغلب عليها.
كما سيعلن المجتمعون فى المؤتمر بشكل صريح وبكل شفافية مطالبهم من الدولة لدعم موقفهم واستعراض للمشاكل التى تواجههم جراء الحرب على الإرهاب وكيفية تجاوز اخطاء الماضى وآلية عدم إتاحة الفرصة لخلق عداوات بين الجيش والشرطة والأهالى جراء الأخطاء التى يستغلها الإرهابيون ويصورنها أنها عداء من القوات على الأهالى.
أبناء القبائل يكشفون تفاصيل المؤتمر
بدورهم أكد عدد من أبناء القبائل البدوية لـ"اليوم السابع"، أنهم سيشاركون فى المؤتمر فى حين قال آخرين أنهم لا يزالون يدرسون آلية المشاركة من عدمها.
وقال الشيخ عبد القادر أبو جرير من رموز قبيلة السواركة، فى بيان له حول مؤتمر الدعوة لمواجهة التنظيمات الإرهابية فى شمال سيناء من أفراد قبيلة الترابين: "بلا شك أن المؤتمر كسر حاجز الخوف من داعش سيناء، الذين حاولوا بث الرعب والخوف فى قلوب الأهالى من خلال نشر فيديوهات قطع الرؤوس، فالدعوة ألقت بالحجر فى المياه الراكدة، وأربكت حسابات تلك التنظيمات الإرهابية، ومن وراءهم تنظيم الإخوان".
وأضاف: "كشفت الدعوة من مع من، ومن ضد من وكشفت الأقنعة المزيفة عن الوجوه، وكان تأثيرها واضحا على المشهد، وأروع ما فى الدعوة أنها كشفت أن الإخوان لا يعنيهم الوطن لا من قريب ولا من بعيد بقدر حفاظهم على تنظيمهم الإرهابى، واتضح أنهم فى ظهر داعش سيناء يدعمونهم إعلاميا بكل الوسائل وجندوا آلياتهم الإلكترونية لدعمهم".
وأضاف: "الدعوة كانت عقب استشهاد أحد أبناء قبيلة الترابين "عبدالباسط" بلا ذنب وهذا حقهم، وأحييهم على ذلك وأشد على أيديهم لإيجابيتهم فى المواجهة، ولكن قبل انعقاد المؤتمر فى العاشر من هذا الشهر بمنطقة السر والقوارير بوسط سيناء".
القبائل: ثقتنا فى قواتنا المسلحة بلا حدود لتطهير سيناء من الإرهاب
وتابع: "أن ثقتنا فى قواتنا المسلحة بلا حدود لتطهير سيناء من الإرهاب، ولكن هل ثقة الدولة فى أبناء سيناء بنفس القدر، مضيفا يجب أن تكون هناك مصالحة مجتمعية بين الدولة والمجتمع السيناوى حتى يتحقق الاستقرار بالمنطقة ونضع الحلول الفورية بشرط أن نكون رقم صحيح فى المعادلة، وأول هذه المصالحة، إعادة النظر فى ملف المعتقلين من أبناء سيناء بشكل جدى، خاصة وأن الأغلبية منهم تم تغييبه بالمعتقلات بالوشاية دون أن يقترف ذنبا، والإفراج عن المعتقلين من أبناء سيناء، قبل انعقاد المؤتمر يساعد كثيرا فى تقريب فجوة الثقة بين الدولة والأهالى فى شمال سيناء ويساعد على نجاح المؤتمر جماهيريا".
وأشار إلى أن الأمر الثانى فى المصالحة، هو رعاية الدولة لأسر الشهداء من المدنيين الذين سقطوا نتيجة التجاوزات والأخطاء الأمنية ومن سقطوا على يد الإرهابيين، وتوفير مأوى يليق بهم وصرف معاش شهرى لأسرهم وتعيين أبنائهم فى وظائف محترمة تليق بهم، ووضع برنامج لتأهيل الأطفال نفسيا ترعاه الدولة بجدية.
القبائل تطرح رؤية لتحقيق المصالحة
وأوضح أن من شروط المصالحة موقف واضح من حكومة محلب يصدر به قرار كقرار فرض الطوارئ وحظر التجوال فى قوته، برعاية الأسر النازحة من جحيم الإرهاب والتجاوزات الأمنية، والذين أصبحوا مشتتين فى المناطق غرب سيناء دون رعاية أو اهتمام من الدولة.
وأضاف: "أرى أن الدولة هى المنوط بها تطهير سيناء من الإرهاب وأن دور أبناء القبائل فى معركة الدولة ضد الإرهاب هو الدعم والحشد الشعبى لمساندة قوات الأمن فى محاربتها للإرهاب فى سيناء بجميع الوسائل المتاحة".
وأوضح أنه ليس من أنصار أن يحمل أبناء القبائل السلاح لمواجهة الإرهاب وتكوين ميليشيات موازية لمؤسسات الدولة، ولكنى من أنصار تقديم الدعم المعنوى والشعبى لأفراد القوات المسلحة والشرطة، ويرى أن يتم محاسبة المقصرين والفاشلين من مؤسسات الدولة والمنوط بهم حماية الوطن، لأن أبناء القبائل والعشائر والعائلات هم من يدفعون الثمن.
كما أكد على أنه لا يرى أى بوادر لأى فتنة بين القبائل والعشائر بسيناء، لافتا أن النسيج القبلى بينهم متماسك بحيث لا يسمح لأى فتنة أو حرب أهلية، بل أستطيع أن أراهن على ذلك، والتاريخ يشهد.
وقال: "لست قلقا على سيناء بقدر خوفى من اتساع فجوة الثقة بين أبناء سيناء والدولة، ولهذا اضع الكرة فى ملعب الدولة بمؤسساتها فى هذا الشأن، فأبناء سيناء دائما يتعرضون إلى اتهامات باخفاء المعلومات عن الاجهزة الأمنية فى مواجهتها للإرهاب، وأرى أن المشكلة ليست فقر معلومات بقدر ما هى فقر فى التنفيذ".
الرياضى: أبناء سيناء فريسة لمخالب الإعلام من اتهامهم بالتخوين
وقال منصور الرياضى، أحد أبناء قبيلة البياضية ببئر العبد، إن أبناء سيناء فريسة لمخالب الإعلام من اتهامهم بالتخوين وبين اتهامات الخيانة التى تراها الجماعات التكفيرية أنها مبرر لاختطاف أبناء سيناء الشرفاء وقتلهم.
وتابع: "ما بين تلك وذاك أبناء سيناء يعانون تلك المصير الذى أوقعتهم جغرافيا الوطن فيه وعندما انتفضت همم الرجال، وكانت تلك الدعوات لأن يدافع أهل سيناء عنها لأنهم هم الأقدر على ذلك، لم يتوان طفلا أو فتاة أو شاب عن الإعلان عن انضمامه لهذا التحالف وقد اتجه الكثيرون لإبداء الموافقة دون البحث أو النظر لكيفية المشاركة".
وأوضح: "أراها الفرصة التى من خلالها ينال أبناء سيناء دفئ الوطن وأن تزال من عليهم تلك الاتهامات التى أغرق الإعلام أبناء سيناء فى بحورها وأنى أرى أن الاتجاه لأن تتوحد القبائل لمحاربة الإرهاب على أرض سيناء هى أولى خطوات الاتجاه لوحدة القبائل والاتجاه بالإعلام للبعد عن التخوين والتهم الباطلة لأبناء سيناء، وأرى أنه لا يجب على أى مواطن سيناوى أن يحمل السلاح على الإطلاق فرديا ولكن تكون مشاركة أبناء سيناء بحمل السلاح بالمشاركة فى تلك الحملات مع عدم حمل السلاح أو الاتجاه للمحاربة الفردية فتكون كل التحركات هى تحركات عسكرية يشارك فيها أبناء القبائل".
وأكد الرياضى أنهم سيشاركون فى المؤتمر لمحاربة الإرهاب، لأنه بمثابة التطهير لأرضهم من الإرهاب والتطهير لأبناء سيناء من الاتهامات الإعلاميه بالخيانة.
الترتيبات الأمنية للمؤتمر
وقال مصدر أمنى بمديرية أمن شمال سيناء، إن ترتيبات أمنية يتم الإعداد لها على أعلى المستويات لحماية المشاركين وتأمين خط سيرهم من العريش إلى منطقة السر والقوارير، فضلا عن تأمين مسارات الوصول للمؤتمر من طرق سيناء الوسطى والطرق القادمة من محافظات الإسماعيلية والسويس وجنوب سيناء.
وأشار المصدر إلى أن دور القوات تأمينى من الخارج لحماية المشاركين بالتعاون مع الأهالى وأبناء قبيلة الترابين صاحبة موقع الاستضافة لهذا الحدث الكبير الذى تشهده سيناء.
الدعوة لكل وسائل الإعلام المصرية والعربية والعالمية
وأكد القائمون على المؤتمر أنه تم توجيه الدعوة لكل وسائل الإعلام المصرية والعربية والعالمية لتغطية فعاليات المؤتمر والذى سيتواصل على مدار اليوم، وجار تجهيز مقرات استقبال الضيوف الذى ستقوم به قبيلة الترابين بالتعاون والتنسيق مع كل القبائل فى منطقة وسط سيناء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة