أسماء مصطفى

يريدون الحصاد بلا زراعة

السبت، 09 مايو 2015 06:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتعجب فى هذا الزمان وتحديدا فى بلادنا، شعب لديه متطلبات، أمر طبيعى يعانى من أزمات أمر طبيعى أيضا، لن أذكر أسبابه، لأننا جميعا نعرف الأسباب، توقفت اليوم عن تلك العبارة أو الحكمة التى اختلفت الأقاويل حولها ( من جد وجد ومن زرع حصد) عند البحث عن مصدرها سوف تجد رواية لأحد الفلاحين له ابن كسول يريد المال بدون جهد ولا يفعل شيئا فى حياته سوى الجلوس بجوار البئر ليراقب بنات القرية، فأراد الفلاح أن يلقن ابنه الكسول درسا تركه بلا عون أو مساعدة ليتجرع مرارة أفعاله حتى وجد ابنه فى يوم من الأيام قادما إليه فى الحقل يعرض عليه أن يساعده فى عمله، ففكر الأب فى خدعة طيبة ذرع الدراهم فى الحقل وأعطى لابنه فأسا وقال اعمل بجد وسوف تجد وكلما عمل الابن الكسول بجهد وجد الدراهم حتى جمعها كلها وذهب إلى والده ليخبره بأمر الدراهم فقال يا بنى من جد وجد وأنت عملت بجد فوجدت ومن زرع حصد وأنا زرعت الدراهم حتى حصدت ولدا يعرف معنى العمل.

أما نحن الآن نريد الحصاد بلا زراعة والمال بلا جد أن العامل المصرى بات معروفا فى دول كثيرة أنه يريد مالا كثيرا وعملا قليلا فأصبحت بعض الدول تستعين بعمالة من جنسيات أخرى يعملون أكثر بأجر أقل هذا واقع لا تغضبوا من مصارحتى، إضرابات عن العمل وتهديدات بالاستقالات الجماعية فى عدة مجالات نشاهدها تقريبا كل يوم تعودنا على الصراخ ولا يوجد سوى مطلب واحد زيادة الأجور، والسؤال ماذا لو قامت الدولة برفع أجور العاملين فى القطاعات المختلفة على غرار الدول، التى نقارن أنفسنا بها، ولكن فى المقابل سوف تقوم الدولة بتحصيل ٤٠ فى المائة من الراتب الشهرى ضرائب تحصل لرفع مستوى الخدمة فى قطاع التعليم والصحة وخلافه، وأن يطبق هذا أيضا على أصحاب الشركات وإجبارهم على دفع تأمينات العاملين لديهم وتطبيق عقوبة قاسية ورادعة لصاحب أى منشأة صغيرة أو كبيرة ودفع غرامات، وقد يصل الأمر إلى الحبس إن قام بتشغيل أى شخص بدون تأمينات أو قام بتشغيل طفل، وعقوبات رادعة بما تعنى الكلمة لمن يخالف القانون أى كان على أن يتم رفع الدعم بالكامل لا توجد دولة متقدمة فى العالم لم يساهم شعبها وأبناؤها فى بنائها الكل يعمل الكل يدفع الكل يحصد.

ننتظر رئيس دولة بحكومته ومعاونيه أن يزرعوا وحدهم لما يقرب من مئة مليون شخص لن أنكر هناك جزء محدود يعمل، والباقون إما عاملين بدون رضا أو متفرجون يضحكون على أنفسهم بلعن حظوظهم والسخط على بلادنا، أقدم رئيس الدولة وبدأ بنفسه تنازل عن نصف راتبه وأعلن حالة التقشف فى قطاع الرئاسة طالب الشعب بالتكاتف قالوا من أين وادعوا ضيق اليد لتظهر أموال أبناء الصعيد ويبتلعها المستريح نتيجة لطمعهم فى المكسب السريع بدون جهد ولا عمل، قصة لن تنتهى جهل وطمع فالمحتال سوف يجد فريسته بمنتهى السهولة فى بلادنا دون عناء فما عليه إلا أن يلقى الطعم ويتركهم يلهثوا ورائه وتظهر المليارات، بارعون نحن المصريين فى الثورات والحديث، نستطيع الجلوس على المقاهى بالساعات من المساء للصباح، بعض المحتاجين كما يطلقون على أنفسهم يجدون فى التسول وذل النفس متعة وزى النظافة اصبح زى الرسمى للتسول، ولا تحدثونى عن البطالة فهى من صناعة الشعب وليس الحاكم أزمة بدأت منذ عصور والسبب الرئيسى كان انتظار جواب التعيين من القوى العاملة وأصبحنا ننظر للحرف البسيطة بتعالى يقبل بعض الشباب أن يظل فى منزله فى انتظار المصروف من والديه على العمل فى وظيفة صغيرة بدخل معقول.

اطلبها مرارا لماذا نثور على الحاكم ولا نثور على أنفسنا، متى سوف نتعلم ونعى لن نحصد حتى نزرع وننتقى بذورنا، أما المتسولون ومدعى العمل والوطنية فلا مكان لهم اتركوها أصواتكم لا ترهبنا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ع. أ.

قبل أن نزرع ننتقى البذور الصحيحة ونزرعها فى أرض طيبة

عدد الردود 0

بواسطة:

علي عبد الحليم

شــيــلوا الــشــعــب وارمـــوه ارتــحـــتـوا وريحــتــمــوه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة