ونحن على أبواب رمضان، لم يستح المحرضون الذين يسمون أنفسهم «علماء المسلمين» الموقعين على «بيان الكنانة»، أن يشرّعوا للقتل والفوضى واقتحام السجون فى مصر، وكان من الأحرى بهم أن يوجهوا نداء للإرهابيين أن يتوقفوا عن إراقة الدماء، ففى هذا الشهر الكريم تسلسل الشياطين، وهم كثيرون ويمرحون كفئران الجبال، ويقتلون شبابا أبرياء باسم الدين، والإسلام منهم ومن أفعالهم وأقوالهم برىء، فدم المسلم حرام وماله وعرضه حرام، وما أقبح من ينصبون أنفسهم جلادين وسيافين، ينشرون الخوف والذعر بين المواطنين الآمنين ويقيمون حدودا ليست من شرع الله، بينما تعاليم الإسلام تفيض كالنهر العظيم سلاما ومحبة وتسامحا، وتنشر الأمن والطمأنينة بين العالمين.
لم يتأمل «العلماء الشياطين» الآية الكريمة «شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس»، وليس لتوظيف الدين لصالح الأغراض السياسية، أو أن تزعم الجماعة الإرهابية التى ينتمون لها بأنها صاحبة وكالة السماء حصريا، وإذا لم يحكموا مصر ويقهروا شعبها يعلنون الحرب القذرة ويغتالون شبابا فى عمر الزهور، هم شهداء فى الجنة لأنهم يدافعون عن وطنهم وأرضهم، فقتلوهم خسة وغدرا وأذان المغرب يجلجل فى السماء، وهم يرفعون أيديهم بالدعاء «اللهم إنى لك صمت وعلى رزقك أفطرت».
فى شهر رمضان يجب أن تغتسل الأرواح وتتطهر القلوب، وهم يتوضأون بالدم ويزهقون التسبيح فى القلوب.. نحن نتضرع إلى الله ونرفع أيدينا مخلصين بالدعاء: «اللهم إنى أسألك فى صلاتى ودعائى بركة تطهر بها قلبى، وتكشف فيها كرْبى، وتغفر بها ذنبى، وتصلح بها أمرى، وتغنى بها فقرى، وتذهب بها شرى، وتكشف بها همى وغمى»، وما أجمل الدعاء، لاستنهاض روح الإسلام، وسماحته، ووسطيته، دين الرحمة، والإحسان، والعدالة والإنصاف، والعفو، والتسامح، وليس التشدد، والتجهم، والقسوة، والغلظة، وإيذاء الناس، وما أحوج أن يرفع المصريون أيديهم بالدعاء، ليقى الله بلدهم شر الإرهاب والإرهابيين.