بالفيديو والصور.. منشية السد العالى.. منطقة صناعية للموبيليا..عمرها 30 عاما وتضم أكثر من 6 آلاف ورشة.. وأصحاب الورش يطلقون مبادرة لمساعدة المقبلين على الزواج ويطالبون الصندوق الاجتماعى بمعارض للبيع

منطقة صناعية لا يعلم عنها الكثير، رغم أن بها كل مقومات التنافس فى صناعة الموبيليا.. منشية السد العالى وهى إحدى مناطق القاهرة تقع بين عين شمس والمرج وشارع جسر السويس، الذى يفصلها عن منطقة النزهة الجديدة، وهى تتبع إداريا لمدينة السلام ويسميها البعض أرض أبو رجيلة.

من 6 إلى 7 آلاف ورشة تعمل فى تصنيع الموبيليا

بمجرد أن تدخل خلف حديقة بدر للأطفال بعد شريط السكة الحديد، ستجد عالما مختلفا من الناس والحركة كخلية نحل، السمة الرئيسية فى المنطقة هى ورش صناعة الموبيليا، ففى أكبر شوارعها وهو شارع الأربعين الذى يمتد من جسر السويس حتى شارع التروللى وشارع العشرين والشارع التجارى المسمى بشارع عشرة وشارع جمال عبد الناصر، تجد المعارض ومحلات بيع المواد الخام التى تستخدم فى صناعة الموبيليا، أما الشوارع الجانبية، فهى لا تخلو من الورش التى يصل عددها الى حوالى 6 أو 7 آلاف ورشة للموبليا أو التخديم على الموبيليا.

صناعة الموبيليا فى منشية السد بدأت من 30 عاما

المنطقة على مدار 30 عاما بدأ النشاط فيها، وأنشئ بها العديد من المدارس مثل مدرسة 23 يوليو ومدرسة أنس بن مالك، بالإضافة للمعاهد الأزهرية ومن أهم عائلاتها "عائلة علام، وعائلة عبد البر، وعائلة الشهيبى"، ويسكنها عدد كبير من أهالى المنوفية وأهالى الصعيد والبدو وأهالى الشرقية.

صناعة الموبيليا و10 صناعات أخرى تخدم عليها

داخل إحدى الحوارى الضيقة فى منشية السد، جلس الحاج محمد عبد الغفار ذو الـ60 عاما صاحب ورشة "دهانات الجملاك" يحكى تاريخ المنطقة وكيف بدأت قائلا: "هذه منطقة صناعية من سنة 90 عاما، وبها حوالى من 6 إلى 7 آلاف ورشة للتصنيع والتخديم على الموبيليا، فيها تاجر الخشب الكونتر والأبلاكاشات والفرومياكا، وماكينات النجارة وصوانى التقطيع، ومكابس بى بى سى، وورش للأيومجى، والأوشرجى، والاستورجى، والمنجد.

التصنيع شغال ومشكلات العرض أزمة تواجه أصحاب الورش

وعن المرحلة التى تلى عملية التصنيع قال الحاج عبد الغفار: "بعد التصنيع، يتم تسليم الشغل لمعارض لبيعها، أو المصانع فى الأماكن البعيدة عن القاهرة، وأغلب الورش لديها معارض للبيع لكن السعر فى الشراء يختلف من مكان لآخر فالغرفة التى يتم بيعها هنا بـ17 ألف جنيه تباع فى المعرض بـ25 ألفا رغم أن الخامة واحدة والتشطيب واحد والأساس هنا".

صاحب ورشة: صناعة الموبيليا من الصناعات المعرضة للاندثار إذا لم تنمها الدولة

وأضاف أن صناعة الموبيليا من الصناعات التى ربما تختفى من مصر، إذا لم تتم تنميتها، وأن الصين بدأت تصنيع الموبيليا الصينى بسعر رخيص، اعتمادا على الشكل بغض النظر عن الخامة، وقال "الصناعة الصينية رديئة جدا لكن الصناعة المصرية فى الموبيليا بتنافس خاصة أننا عندنا صناع بتنفذ شغل يعرض فى صالة المزادات فى إنجلترا، وهى من أكبر صالات المزادات لأن بها نسبة كبيرة من الإتقان والحرفة والإبداع".

نماذج من الشباب قررت التدريب على مهنة الموبيليا لاقتحام سوق العمل

أمام ورشة الحاج محمد عبد الغفار وقف أبناؤه الثلاثة ومعهم بعض عمال الورشة يعملون، حيث أخذ كريم محمد استروجى يحكى كيف بدأ يتدرب على مهنة الاستروجى، موضحا أنه بدأ يوميته بالحصول على 30 جنيها، والآن يحصل على 65 جنيها، قائلا: "أنا حابب المهنة، وناوى افتح ورشة"، مبررا عدم وجود عماله بقوله: "الجيل اللى موجود مش بتاع شغل".

أما هشام عبد الغفار خريج آداب وتربية جامعة الأزهر، فقرر أن يترك العمل فى الحكومة ويتعلم الصنعة من والده، قائلا "المهنة بتعلمنا تحمل المسئولية وقابلة للنمو وتقدر تحقق حاجة وتتطور، خاصة بعد أن حاولت أكثر من مرة أقدم على قرض من الصندوق الاجتماعى، لكن الأوراق والإجراءات كانت صعبة إضافة للضمانات اللى بيطلوبها كتير جدا، فقررت أعمل مع والدى فى الورشة".

فيما قال أيمن محمد الابن الثالث للحاج عبد الغفار: "العمال مابيكملوش، لأن اللى بيجى بيجى عشان ياخد اليومية ويمشى، أنا بشتغل فى المهنة من 20 عاما وعمرى الآن 53 عاما متزوج، ولدى ولدان مازن وباسم، بدأت بيومية 10 جنيهات حتى وصلت اليوم إلى 120 جنيها، متخصص استروجى، واليومية تتحدد طبقا للخبرة".

ورش الخشب وراؤها أفواه تعمل وتأكل

وفى داخل أحد الشوارع ارتفع صوت ماكينة تقطيع الخشب فى أكبر ورش فى المنطقة، فهى تعما التقطيع بالكمبيوتر، ويقف المهندس عاطف كمال صاحب ورشة يتابع تقطيع الخشب، قائلا: "المكن الداير وراؤه ناس بتعمل وتاكل عيش، وبدأت من 30 سنة ومفيش شارع هنا يخلو من ورشة فيه، وبها كل المراحل كل ورشة حسب ظروفها ويطلقون عليها اسم دمياط القاهرة، وهناك ورش أكبر لتقطيع المسطحات، وأخرى لتقطيع الخشب الطبيعى وتقطيع ألواح الكونتر، ويصنف حسب ما سيصنع به، من مطابخ وأنتريهات وغرف نوم، فكل منتج يتم تصنيعه حسب ظروف كل ورشة ، وبعدها صاحب الورشة يلجأ للمعارض الخاصة".

مطالبات للحكومة بتسهيل عمل معارض للبيع بسعر التكلفة

وعن فكرة دعم وتدريب الشباب أبدى المهندس عاطف تضامنه الكامل مع فكرة أن الحكومة ممكن أن تنظم معرضا للمنتجات التى يتم تصنعيها فى منشية السد، وأنه على استعداد للعرض بسعر التكلفة بشرط توفير مكان فى منطقة حيوية، لضمان أن سعر الرمزى سيكون معه حجم مبيعات كتير، كنوع من المساهمة لمساعدة الشباب، وطالب المهندس عاطف الحكومة بدعم فكرة تدريب الشباب على المهن.

المنتج الصينى من الموبيليا ردىء وعمره قصير

وعن المنتجات الصينية فى الموبيليا التى غزت السوق المصرى قال المهندس عاطف "الشعب ظروفه تعبانة وعايز منتج على قد فلوسه، رغم أن العمر الافتراضى للمنتج الصينى ليست كتصنيعنا، ورغم أن منتجنا عال وقادر على المنافسة لكن لو اهتمينا بيه فى الفنش والجودة".

أمير تدرب فى مصنع مطلق المبادرة، وقرر أن يعيد الكرة لكن مع شباب آخرين بورشته الخاصة
وخلال تواجدنا فى إحدى الورش، التقينا أمير بقلة صاحب إحدى الورش، وهو شاب لم يتجاوز 30 عاما، وفتح ورشة لحسابه الخاص وبدأ يدرب معه شباب على المهنة، وينفذ التصميمات ويتابع تنفيذها.




"صنع بإيدك وخد اللى هتصنعه بسعر التكلفة" مبادرة توفر 1200 فرصة
والتقينا المهندس أشرف شندى، الذى أطلق مبادرة لمساعدة الشباب على الزواج وتجهيز منازلهم تحت عنوان "صنع بإيدك وخد اللى هتصنعه بسعر التكلفة"، من خلال تدريبهم على كيفية صنع أثاث منزلهم بأيديهم، بالإضافة إلى توفير 1200 فرصة عمل، واستفادوا من شراء المنتج الذى صنعوه بسعر التكلفة، على أن يقوم كل صاحب مصنع بتخصيص منتج من إنتاجه والبيع بسعر التكلفة لمساعدة الشباب.

دعوة لأصحاب المصانع والحكومة لتعميم المبادرة لدعم الاقتصاد المصرى

وقال أشرف مؤسس المبادرة إنه قدم دعوة لأصحاب المصانع للتكاتف من أجل الشباب، مشددًا على ضرورة أن يوفر المصنعون منتجًا من إنتاجهم للبيع للشباب المقبل على الزواج بسعر التكلفة، وبدأت بنفسى بتخصيص 3 غرف للشباب "نوم وسفرة وأنترية" بسعر التكلفة بالتقسيط بدون فوائد.

وأكد شندى أنه دشن المبادرة منذ شهر تقريبًا على "فيس بوك"، ولاقت قبولاً كبيرًا لدى المصنعين، وبعض رجال الأعمال وأصحاب المصانع، وانضم حوالى 1300 شاب فى المبادرة، وتم البدء مع 700 شاب من أماكن مختلفة "الإسكندرية، دمياط، القاهرة"، وجميعهم من أعضاء جروب مبادرة مساعدة الشباب.