قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله يطلع على عباده فى ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين، ويُملى للكافرين "أى يُمهلهم لعلهم يرجعون"، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه "أى أن أهل الحقد والكراهية لا يُغفر لهم حتى يتركوا حقدهم ويُطهروا قلوبهم فهم محرومون من المغفرة ليلة النصف من شعبان"، وقال - صلى الله عليه وآله وسلم - يطلع الله على خلقه فى ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن.
أقول بعض الأئمة والعلماء فى إثبات فضل التعرض للنفحة الإلهية فى هذه الليلة:
الإمام محمد بن إدريس الشافعى المتوفى 204هـ: وبلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب فى خمس ليال فى ليلة الجمعة وليلة الأضحى وليلة الفطر وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان.
وقال الإمام محمد بن إسحاق بن العباس المكى الفاكهى المتوفى 272هـ: وأهل مكة فيما مضى إلى اليوم إذا كان ليلة النصف من شعبان، خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد، فصلوا، وطافوا، وأحيوا ليلتهم حتى الصباح بالقراءة فى المسجد الحرام، حتى يختموا القرآن كله، ويصلوا.
وقال الإمام محمد بن فراموز الشهير بمنلا خسرو الحنفى المتوفى 885هـ: ومن المندوبات إحياء ليال العشر الأخير من رمضان وليلتى العيدين وليالى عشر ذى الحجة وليلة النصف من شعبان، وقال العلامة زين الدين بن إبراهيم بن نجيم، المعروف بابن نجيم المصرى الحنفى المتوفى 970هـ: ومن المندوبات إحياء ليالى العشر من رمضان وليلتى العيدين وليالى عشر ذى الحجة وليلة النصف من شعبان، كما وردت به الأحاديث، وقال الشيخ وَهْبَة الزُّحَيْلِى أستاذ ورئيس قسم الفقه الإسلامى وأصوله بجامعة دمشق - كلّيَّة الشَّريعة: ويندب إحياء ليالى العيدين (الفطر والأضحى)، وليالى العشر الأخير من رمضان لإحياء ليلة القدر، وليالى عشر ذى الحجة، وليلة النصف من شعبان، ويكون بكل عبادة تعم الليل أو أكثره، للأحاديث الصحيحة الثابتة فى ذلك، ويندب الإكثار من الاستغفار بالأسحار).
وقال الشيخ عطية صقر -رحمه الله- قد ورد فى فضلها أحاديث صحح بعض العلماء بعضا منها وضعفها آخرون وإن أجازوا الأخذ بها فى فضائل الأعمال، فبهذه الأحاديث وغيرها يمكن أن يقال: إن لليلة النصف من شعبان فضلا، وليس هناك نص يمنع ذلك.
هلال - أرشيفية
