نفهم أن تدافع نقابة الأطباء عن مصالح أعضائها وعن ميزانية محترمة للصحة، لكن ما يصعب فهمه هو تبرير الإهمال بحجة أنه فى كل مكان. وتعليقا على ما جرى فى معهد القلب وتيودور بلهارس، وزيارة رئيس الوزراء وفصله للمديرين قال نقيب الأطباء: «ليس هكذا تدار الأمور يجب ألا نعتمد على رئيس الوزراء فقط فى الرقابة على المستشفيات، ومؤسسات الدولة، وتساءل: «أين المسؤولون المعنيون، وهاجم نقيب الأطباء الدكتور عادل عدوى، وزير الصحة، وقال إنه عمل تمثيلية وهو يعلم حجم الإهمال والفساد، وأراد أن يبدو متفاجئا حتى لا يتم إقالته.
نقابة الأطباء دشنت حملة «علشان لو جِه ما يتفاجئش»، خصصوها لنشر الإهمال والقطط والسلبيات الموجودة فى المستشفيات، ورفعها على «فيس بوك».. نقيب الأطباء قال: «لو رئيس الوزراء استكمل جولته لفصل معظم المديرين دون وضع حل للأزمة».
نقابة الأطباء أصدرت بيانا قالت فيه، إن كل مظاهر التسيب والفساد التى رصدها رئيس الوزراء من تجول القطط فى المستشفيات والازدحام، وعجز الإمكانيات، وشكاوى المرضى، ليست جديدة، وأن وزيرة الصحة السابقة قالت للأطباء، «هشوا القطة بدلا من نشر صورها». وقالت نقابة الأطباء، سوف تظل القطط تتجول فى مستشفياتنا بحرية، طالما لم نأخذ بالإجراءات الصحية المطلوبة، وزيادة ميزانية الصحة، ووقف الإهدار وضرب نفوذ الوساطة والمحسوبية والفساد وضع خطط صحية حقيقية.
موقف نقيب الأطباء ونقابتهم يحوى نقاطا مهمة، فيما يخص زيادة الموازنة، ووضع قواعد للجودة، إلا أنه يبدو وكأنه يدافع عن الإهمال، ولم يعترف بأن هناك استشاريين وأساتذة يقبضون من المال العام ولا يؤدون عملا، بل يهربون للعمل الخاص. ثم إن الإصلاح ليس فى الموازنة فقط، بدليل الفساد والاستغلال فى القطاع الخاص الذى يحذر البيان من الشراكة معه فى مستشفيات الحكومة الكبرى.
نقابة الأطباء انتظرت لتكون رد فعل، وكان يمكن أن تبادر بتقديم تصور أو الدعوة لخبراء يضعون روشتة لمواجهة ما يجرى فى المستشفيات، مع ضرورة الاعتراف بتحول مهنة الطب بين أيدى بعض الأطباء إلى تجارة غير أخلاقية. حتى لا تبدو حملة «علشان ما تتفاجئش» كأن الهدف منها تبرئة المديرين وتبرير التسيب والفساد، وليس الدفاع عن حق المواطن فى الصحة بكرامة.
وربما يكون الأفضل أن تبحث النقابة من خلال أعضائها عن أفضل الطرق لحل أزمة الصحة والعلاج، وأهل مكة أدرى بشعابها، بدلا من استمرار الحديث عن حق المواطن، بينما يتم سحق هذا المواطن. مريضا وسليما.