الغش فى مصر أنواع وأصناف وعلى عينك ياتاجر، من الثانوية العامة وتسريب الامتحانات- وهو أقدم نوع من التسريبات قبل اندلاع الثورات- وحتى الغش فى اللحوم والأطعمة والمشروبات وحتى المياه المعبأة، نحن غارقون فى الفساد ولم تؤثر سنة من حكم السيسى وصرخاته وتأويلاته على تقليص معدلات الفساد فى مصر، بل إنها زادت وكأنك يابوزيد ماغزيت، والشواهد عديدة هل نبدأ بالحمير، طيب خد ده يامعلم بالصدفة البحتة اكتشف موظف بالطب البيطرى أن هناك عشرات الحمير المذبوحة فى مزرعة وأن لحومها خالية من العظم وموضوعة فى ثلاجات، وسأل أحد العاملين دون أن يكشف عن وظيفته، فقيل له إنها معدة للبيع فى المطاعم، صرخ الرجل وسأل: هل يذبحون الحمير منذ فترة؟ فقيل: طبعا، وضحك وقال: «مش شايف الناس ماشية تنهق ازاى؟»، المهم أن المحافظ ذهب للمزرعة مع مدير الأمن وتحفظوا على الحمير المذبوحة، وهذا مثال للغش الحقير المدمر لصحة المواطن والمرتبط بالأمن القومى للناس والوطن.
مثال آخر مباشر وهو غش الامتحانات وتسريب أسئلة العربى والإنجليزى والغش الجماعى فى اللجان رغم قسم الوزير أنه سيحرم أى مدرس يساهم أو يسهل الغش من الإشراف، وإذا ثبت ضلوعه فى عمليه الغش فسيفصله، ويبدو أن الوزير الرافعى ينتمى لمدرسة أبولمعة، ذلك لأنه منذ أسابيع قال إذا ثبت أن مدرسا يعطى دروسا خصوصية فسأحوله للنيابة، ووقتها قلت فى برنامجى الشارع المصرى إننى وغيرى ملايين من أولياء الأمور لدينا ما يثبت ذلك، وأنت لديك يا وزير التربية والتعليم، وإذا أنكرت فافتح عينك فى مصر وستجد إعلانات الدروس على اليفط بالخط العريض والسناتر فى كل مكان، ثم كانت منذ عدة أيام كارثة نقلتها «اليوم السابع» بالصوت والصورة، وهى الصوان الكبير الذى يجلس ويقف فيه عدة آلاف من طلبة الثانوية ويقف مدرس إنجليزى ويعطيهم درسا فى ساعة مقابل خمسة وثلاثين جنيها والبودى جاردات ينظمون الدخول والخروج، أليس هذا دليلا ياوزير التعليم؟ ماذا فعلت؟ وكيف نتعامل معك وأنت تعلم أننا ننفق عشرين مليار جنيه من لحمنا فى عملية فاشلة وغش فى غش ومنظومة خربانة وأنت مسؤول عنها وتمتنع عن المواجهة أو الرد؟ ألم تتحول المدارس فى عهدك إلى بيوت دعارة وخرابات للبلطجية؟ أنا لا أنتظر ردّك ولكن أطلب من الرئاسة والحكومة أن تعلن موقفها من التعليم فى مصر وهل هناك استراتيجية لهذا الملف أم سيمضى الصيف ويدخل أولادنا لذات المستنقع؟ أنواع أخرى من الغش مثل غش المياه المعدنية، مباحث الغربية وجدت مصنعا لتعبئة المياه فى طنطا يأتى بماء الحنفية ويعبئة فى زجاجات عليها علامات تجارية معروفة واستيكر مبرشمة وبتحليل المياه وجد أنها ملوثة، والمصنع به أكثر من مائة ألف زجاجة معدة للبيع، وهناك آلاف الأمثلة للغش فى مصر، لأن القانون غير رادع، ولأن السيد وزير التموين يقول إن التنافسية تحتم علينا ترك السوق للعرض والطلب، وهو لا يعرف ولا يعى معنى التنافسية، والحكومة تركت التجار وأصحاب المصانع يدمرون السوق والمستهلك الذى أصبح أعزل أمام الجشع فى السعر وفى رداءة المنتج، إننا من حيث الأسعار صرنا من أغلى البلاد فى المعيشة، وأنا أقارن بأمريكا وفرنسا وقد عشت فيهما ولاحظت مع أسرتى أن القاهرة أغلى سواء فى اللبس أو المأكل أو حتى السكن، الفساد يأكل أى محاولات تنمية، والفاسدون فى الجهاز الحكومى عصابات، والقطاع الخاص يتفنن فى الهرب من الضرائب، وهناك فـئات تمثل اقتصاد الظل مثل عيادات الأطباء والدروس الخصوصية ولايعطون حقا للبلد، بينما الفقراء يعيشون فى الجحيم وهم الأغلبية، هذا ما يتكلم عنه الأغلبية من المصريين اليوم وبعد سنة من حكم السيسى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة