أكرم القصاص

الفجعة والاستحمار فى أكل لحم الحمار!

الخميس، 11 يونيو 2015 06:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاد الحمار المسكين ليطل علينا من جديد، ونكتشف أنه ضحية بشر بلا ضمير، لم يكتفوا بما يلقاه الحمار من تعب وحمل أثقال، لكنهم ذبحوه وحولوه إلى لحمة وكفتة دفعوا بها للأسواق، لينهلها بشر لا يمكنهم التفرقة بين لحم الثور ولحم الحمار.

والمناسبة آخر إبداعات المستحمِرين، بكسر الميم، المزرعة التى تم ضبطها بالفيوم وكانت مصدرا للحمير ولحومها. قالت المصادر إن الحمير يتم ذبحها وتشفيتها وبيع لحومها، وبالمناسبة لم تكن هذه المرة الأولى، وربما لن تكون الأخيرة التى تباع فيها لحوم الحمير. ونتذكر أن خبراء وأطباء بيطريين يقولون بعد كل حادث حمير، نفس التصريحات، يطمئنون بها السادة المستَحمَرين، بفتح الميم، أنها غير ضارة بالصحة ولا تختلف كثيرا عن لحم البقر.

وما إن تم الإعلان عن الحمير، حتى رأينا خبراء كثيرين يقدمون نظريات للتفرقة بين لحوم الحمير وغيرها، من خلال اللون القاتم والفاتح أو الرائحة، لكن هذا يتناقض مع كون المستهلكين يلتهمونها بكل «فجعة» وبلا تفرقة، ولهذا يطمئنهم الخبراء أنه لا ضرر من لحم الحمير، إلا إذا كانت مريضة بمرض معدٍ.

كلام الخبراء يقول بصراحة، إن المواطن العادى لا يمكنه أن يتعرف على لحم الحمار فى اللحوم المصنعة كالكفتة واللانشون. وهناك شعوب تأكل لحوم الحمير والخيول.

لكن المحير أن سعر الحمار السليم مرتفع، ثم إنه لا ينمو مثل الجاموس والبقر، وأن بيعه بسعر اللحم البلدى خسارة، لأنه أغلى تكلفة، وهى معضلة، خصوصا أن صاحب مزرعة بالفيوم لم يحصل على ترخيص، وهناك شكوك فى كونه يبيع لحما مريضا، أو أنها حمير مزورة.

وما يزيد الشك أن مزرعة الحمير المضبوطة عثر بها على 1000 حمار من بينهم 70 حماراً مذبوحا ومجهزا للبيع، مما يضاعف من نظرية الحمير المغشوشة.

القصة هنا فيها استحمار غير مفهوم، الحمير للركوب، لكن صاحب المزرعة يبيعها بعد ذبحها، أى أنه يستحمر الحمير نفسها، والتى ارتضت أن تتحمل «رزالات» البشر وأوزانهم وهم يركبونها، مقابل أن تحتفظ بحياتها، لكن البشر تخلوا عن إنسانيتهم وحموريتهم واستحمروا الحمير وذبحوها، ثم استحمروا زملاءهم فى الإنسانية، وباعوا لهم لحم الحمير المغشوش على أنه كندوز وكباب وكفتة.

وإذا جاءت سيرة لحم الحمير سوف تجد لدى كل مواطن منا تراثا شفهيا ومكتوبا عن محلات كانت تبيع أشهى الأطعمة، واتضح بعد سنوات أنها من لحم الحمير. كان الحمار مذبوحا، وحمير تأكل بلا تمييز، مما ينسف كلام الخبراء والمدعين حول إمكانية التفرقة بين الحمار وغيره. وأن «الفجعة» تسهل الاستحمار.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة