ساد فى مصر طوال السنوات الأربع الماضية، وتحديدا منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن، فقه (الدوشة تقنن الأوضاع)، واختيار أئمة للتبشير بهذا الفقه.
ومن بين الأئمة المختارين، محمد البرادعى الذى ترأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحمدين صباحى، وعلاء الأسوانى، وممدوح حمزة، وعمرو حمزاوى، وأعضاء اتحاد ملاك ثورة يناير، الذين سيطروا على المشهد السياسى، سيطرة كاملة، يأمرون الناس أن ترضخ لنظرياتهم، وأطروحاتهم، وأفكارهم، دون أن يقدموا عملا إنسانيا، أو خيريا، أو مشروعا استثماريا يعود بالنفع على الغلابة والبسطاء الذين يتاجرون بفقرهم لابتزاز الدولة.
وبمقارنة هؤلاء جميعا وأتباعهم ودراويشهم، بقيادة الإمام الأكبر (محمد البرادعى)، وبين الدكتور مجدى يعقوب، أشهر طبيب قلب فى العالم، يتبين الفارق الشاسع الذى تتجاوز مساحته المسافة بين السماء والأرض لصالح من عاد لبلاده ليقيم صرحا طبيا عظيما فى أقصى جنوب البلاد، ومن عاد لبلاده ليدس أفكاره التخريبية والتدميرية، ولم يقدم مشروعا مفيدا واحدا للغلابة، حتى ولو كان جمعية خيرية، رغم ما يمتلكه من ثروات ضخمة.
مجدى يعقوب البروفيسور، الحائز على لقب (السير) ويتمتع بشهرة دولية طاغية، ومكانة اجتماعة مرموقة فى المجتمع الأوروبى، آثر أن يفيد بلاده، ويداوى قلوب الأطفال، ويعالج قلوب الغلابة، مجانا، واختار مكانا، مهمشا من الدولة، لينشئ مركزا طبيا لعلاج القلب، يضاهى المراكز الطبية الدولية، دون ضجيج، أو صخب إعلامى، أو المتاجرة، والابتزاز الرخيص على مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة (تويتر) ودون أن يبحث عن مغنم فى السلطة.
مجدى يعقوب ترك بإرادته الشهرة والمجد، ليعود إلى وطنه، مقدما كل علمه وخبراته التى اكتسبها فى مهنة الطب، لخدمة أبناء وطنه، رجل يبنى، ويزيل آلام الناس، وكان يمكن له أن يجلس فى لندن، واضعا ساقا فوق ساق، يتمتع بحياته، ولكنه أبى إلا أن يقدم صرحا طبيا رائعا لبلده، دون أن يهاجم، ويتأفف من الدولة، ويتهمها بالغطرسة والفشل، أو يتاجر بقضية الفقراء والمهمشين، مثلما فعل محمد البرادعى، وحلفاؤه.
أما محمد البرادعى، الذى لعب دورا سيئا عندما كان مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ضد العرب بشكل عام، والعراق بشكل خاص، وذاق طعم الشهرة، وتصدرت صوره صدر صفحات وسائل الإعلام العالمية، فأدمنها، وعندما انقلبت عليه أمريكا، وقادت لوبى رفض التجديد له، وأصبح على المعاش، فكر فى العودة لبلاده، طامعا وطامحا فى منصب رئيس الجمهورية.
عاد للقاهرة، وأسس (الجمعية الوطنية للتغيير) لتحقيق حلم الجلوس على المقعد الرئاسى، وضم لعضويتها أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، والمتعاطفين معها من أمثال عبدالرحمن يوسف القرضاوى، ومصطفى النجار، والتى أظهرت التسريبات الهاتفية بين الأخيرين، عدم قناعاتهما بالرجل، ولكن وبشكل نفعى جعلوا منه واجهة لخداع الناس فى الداخل، والاستفادة من اسمه فى المحافل الدولية.
ثم أسس البرادعى، حزب الدستور، وتركه، ثم شارك فى تأسيس جبهة الإنقاذ، وفى 9 يوليو 2013 صدر قرارا بتعيينه نائبا للرئيس، وأظهر قدرا عجيبا من التعاطف مع الإخوان، رافضا فض اعتصام رابعة، وقرر الاستقالة فى 14 أغسطس 2013، تاركا البلاد تواجه مصيرًا صعبا، وعاد من حيث أتى.
هنا تظهر حقيقة القيم الوطنية والأخلاقية والإنسانية للدكتور مجدى يعقوب، الذى جاء ليخفف آلام الناس، ويقيم صرحا طبيا عالميا، وبين محمد البرادعى الذى جاء ليؤسس جمعيات وحركات وأحزابا تعمل على إثارة الفوضى، والقلاقل لتخريب وتدمير البلاد، ثم يفر هاربا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة