سهير جودة

هؤلاء خذلوا الرئيس

الخميس، 11 يونيو 2015 11:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم نجح السيسى فى إبقاء مصر متماسكة رغم نيران الإرهاب، ورغم ضخامة الأعداء، وفجور العداء وصعوبة الظروف وضخامتها وسوء الميراث وفرض الحضور المصرى خارجيا، بينما خذلته مجموعة من المؤسسات فشلت فى أداء أدوارها، ولم تملك إدراك أننا فى مرحلة بناء وتغيير، وأن الأداء يجب أن يكون أداء حربيا قتاليا. المؤسسات التى فشلت هى الإعلام والأحزاب والنخبة السياسية والأزهر وعلماء الدين والأداء الحكومى. الإعلام استمر فى تقديم أخطاء وخطايا، وأغلب ما قدمه انتهاك للوطن بما رأيناه من جهل فى الفكر والإدراك أو من فجاجة وابتذال فى الألفاظ ودائما على الشاشات سيرك مفتوح لتبادل الاتهمامات ولاستعلاء كل طرف على الأطراف الأخرى، أو للندب على الماضى، والإعلام كان أغلبه ضجيجا فى ضجيج وتفاهات لا تصنع ولا تنبى، ولا تسهم فى تغيير المجتمع بشكل إيجابى، والإعلام لا يقدم ولن يقدم ما قد يعبر بمصر من أنفاقها المظلمة، دائما كان إعلاما طاعنا، يساهم فى تعميق انعدام الموضوعية وسيادة الثقافة السطحية والخرافات، ولم يبنِ الإعلام على أشياء مضيئة ولم يستثمرها.. المؤتمر الاقتصادى نموذجا. تخاذل الإعلام المصرى فى أشياء هامة.. العلاقات المصرية الأفريقية نموذجا، كيف يفكر العالم وكيف يتعامل معنا وماذا يقول عنا.. نموذجا، الإعلام كان إعلام إشعال اللحظة والغرق فى الماضى والحسابات وليس إعلاما يدرك أنه مركز لقيادة الوعى وطرح القضايا الكبرى وامتلاك خطة تنويرية.

أما الأحزاب فقد غرقت داخل مشكلاتها، والفشل فى عمل تحالف أو قوائم جاء بالإجماع، وباكتساح من الجميع، الأحزاب ما زالت بلا تأثير على الأرض، والواقع يؤكد غياب التيارات السياسية والمعارضة وكل ما نراه أداء عشوائيا فارغا فإحدى كوارث مصر الفراغ السياسى يستوى فى الخواء، الأحزاب القديمة والجديدة، الأحزاب فى مصر عبارة عن أشخاص فلا توجد كيانات حقيقية. أما النخبة السياسية فبعضها يعيش حالة ترفع ولا مبالاة، والبعض الآخر يذوب فى مراهقة سياسية والبعض يحاول ثم يفقد إصراره لتبقى النتيجة أن النخبة السياسية فى واد، والمجتمع فى واد، ولديه هموم أخرى أهم.

وأما الأزهر وعلماؤه ووزارة الأوقاف فلم يكن لهم دور سوى فى توحيد خطبة الجمعة، والدخول فى معارك صغيرة، أو افتعال معارك من أجل إثبات الوجود وأنهم مقدس لا يجب الاقتراب منه ولم يمتلك جرأة الاعتراف بأن لديه اغلبية مخترقة ومتطرفة وبه فساد شأنه شأن جميع المؤسسات ولم يقم بتصدير ما ينبغى من دعاة لديهم عمق وتأثير، وعندما طالب الرئيس بثورة لتجديد الخطاب الدينى كان رد فعلهم ترديد كلام الرئيس فقط دون إرادة للفعل، ودون يقين بأن البقاء على هذه الأفكار جريمة فى حق الدين، وإذا كان التغيير لابد أن يكون إرادة الدولة من خلال منظومة ثقافية تنويرية متكاملة، فالأزهر يمارس إرهابا غير معلن على الدولة حتى لا تجرؤ على الاقتراب منه. أما الأداء الحكومى فصار على المنهج القديم دون إبداع نفس الأفكار العقيمة ونفس الآليات القديمة ورغم النوايا الحسنة والمحاولات لدى بعض الوزراء، إلا أن الاتجاه العام يؤكد استمرار الفشل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة