مصر عادت شمسك الذهب، هذه الكلمات الرائعة التى طالما تغنت بها المطربه الجميلة (فيروز) هى تختصر الحالة الرائعة والتاريخية لمصر بعد عودة أفريقيا إليها سياسيًا واقتصاديًا بعد فترة قصرنا فيها فى حق أنفسنا وحق الشعوب والدول الأفريقية التى طالما كانت تعقد على مصر آمالاً عريضة فى نهضتها مثلما كان لها دور فى تحرر معظم شعوب القارة السمراء.
أخيرًا التكتلات الأفريقية الاقتصادية الثلاثة اجتمعت (الكوميسا والسادك وتجمع شرق أفريقيا)، أخيرًا 26 دولة أفريقية تتحدث عن منطقة تجارة حرة واحدة، أخيرًا أفريقيا بمواردها الطبيعية وطبيعتها وأبنائها تقرر الوحدة سياسيًا واقتصاديًا.
أفريقيا تتحدث أخيرًا عن اتحاد اقتصادى وهو تحول مهم وفاصل فى تاريخ التكامل الاقتصادى الأفريقى، وهو يعنى تعاونًا مهمًا للغاية فى تطوير البنية التحتية فى أفريقيا من أجل تنمية اقتصادية مستدامة.
ولا شك أن النشاط الكبير الذى تشهده الإدارة المصرية هذه الأيام خصوصًا مع إثيوبيا ودول وسط وغرب أفريقيا، يعد وبحق من الأمور الجيدة التى بدأها المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء عند زيارته لعدة دول فكانت تمهيدًا رائعًا لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للاتحاد الأفريقى فى زيارته التاريخية، ليعاتب الأشقاء الأفارقة، مذكرًا لهم أن مصر طالما كانت مساندة لأفريقيا فى كل قضاياها ولم تكن تتوقع هذا الموقف نتيجة الثورة الشعبية فى 30 من يونيو.
فلا أحد ينكر أن القارة السمراء قد عانت من جفاء القيادة المصرية فى الآونة الأخيرة -قبل ثورة 25 يناير- ما إتاح الفرصة للبعض -فى ملء الكوب- فى استغلال هذا البعد المصرى عن الساحة الأفريقية ليحل هو محل الدولة المصرية، لكن المهم أن مصر عادت لترتيب أوضاعها اإلقليمية مرة أخرى بصورة أكثر جدية، وبقوة تتناسب مع هذه المرحلة المهمة والتاريخية، لذلك وجب علينا أن ننتقل من مرحلة المجاملات السياسية والدبلوماسية إلى مرحلة وضع إستراتيجية وخطة واضحة وقوية للنفاذ للداخل الأفريقى واستغلال العلاقات الطيبة مع دول القارة الأفريقية وهو ما يحدث بالفعل.
ويجب أن نعى جيدًا أن لغة المصالح الاقتصادية المشتركه هى اللغة السائدة الآن بين دول العالم وبالتالى يجب تجهيز خطط وبرامج اقتصادية للتعاون مع هذه الدول وفورًا لضمان الاستفاده من محيطنا الإقليمى، فمصر يجب أن تعود بخطة وبرنامج وليس بالاكتفاء باللقاءات الدبلوماسية وحدها، لذلك حسنًا فعل السيد رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب حينما كثف زيارته للعديد من الدول الأفريقية مستغلاً إلمامه الممتاز باللغة الفرنسية وهى لغة الكثير من الدول الأفريقية وكذلك قراره الرائع بإنشاء وحده لأفريقيا فى مجلس الوزراء .
بحق أنا متفائل بنمو العلاقات المصرية الأفريقية فى ظل وجود الرئيس عبد الفتاح السيسى وكذلك وجود الرجل المحترم رئيس الوزراء إبراهيم محلب، لأن هذين الشخصين يقدران قيمة القارة الأفريقية وأبنائها، كما أن بعض الدول الأفريقية بدأت طريق الإصلاح والنمو ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن نتصور أن تكون مصر بعيدة عن رعاية هذا النمو الاقتصادى وهذا الإصلاح وأن تكون غير مؤثرة ومشاركة فيه، لأن التاريخ لن يغفر للمقصرين من القيادات المصرية بُعدهم عن أفريقيا وعدم احتضان أبنائها كما كان فى الماضى.. حمى الله مصر وشعبها.. والله الموفق.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة