يذكر أن هناك جماعات تمتهن الثورة وتتخذ منها أسلوب حياة وتعتبر أى هدوء أو استقرار نوعاً من أنواع الخنوع والمهانة وعودة الدولة الديكتاتورية البوليسية... إلى آخره.!
وكانت آخر أضغاث الأحلام التى يغوص بها هؤلاء المغيبون عن الواقع، دعوة حركة ٦ إبريل للإضراب العام والعصيان المدنى يوم الحادى عشر من سبتمبر والتى ظلت الحركة ومريديها من الإخوان والخونة وخلافه من الأسماء المعلومة والمخفية التى تتطلع لأى فرصة للفوضى كى تنتهزها مجدداً لربما تتحقق الأمانى البعيدة!
وكما تكرر المشهد عدة مرات سابقة، فقد تكرر مجدداً وتأكد أن تلك القلة تسير فى وادٍ غير الذى تسير به جموع المصريين، وكانت نتيجة الدعوة التى صالت وجالت الحركة وأتباعها تدعو لها، تتويجاً للفشل، وتأكيداً على أنها تعيش فى عالم وهمى افتراضى يفصل بينه وبين الواقع المصرى بحار ومحيطات شاسعة !
ألا يشعر هؤلاء بالخجل أو تظهر على وجوههم أى حُمرة له لعلهم يفلحون؟
ألا يختارون التوارى والاعتراف بانعدام شعبيتهم وافتقادهم لأى قدرة على التأثير فى شعب مصر؟
ربما انخدع الكثيرون فترة من الزمن فى العديد من الوجوه ومنحوها الثقة ووكلوها للقيادة وخولوها للإنابة عنهم فى المحافل العامة طيلة سنوات الثورة الثلاث الأولى، وما أن تكشفت الحقائق وسقطت الأقنعة عن رموز الثورة وأدعيائها، حتى زالت الغمامة عن أعين الكثيرين وقرر المواطن المصرى أنه لا وكلاء ولا أدعياء ولا وساطة بينه وبين حقه المشروع فى التعبير عن مطالبه وتقييم الأمور وتدبرها بما لا يدع مجالاً لتربح المرتزقة والعملاء على حسابه !
عزيزى الناشط الثورى وعضو حركة ٦ إبريل وصديقه الإخوانى المتخفى وقياداته الهاربة خارج البلاد تترقب الموقف: كان يوماً طبيعياً جداً لا تبدو به أية ملامح لأى عصيان، فعندما دققنا النظر من باب الفضول لم نجد أى ملمح يُرى بالعين المجردة، بالرغم من إعلان الحركة نجاح دعوتها فى تحقيق الهدف !!
هل يُعقل أن يكون موعد افتتاح قناة السويس الجديدة فى السادس من أغسطس القادم، أى أنه مشروع حقيقى على وشك الانتهاء وليس "فنكوشاً" كما يروج الخونة والحاقدون، ويخرج مواطن مصرى واحد عاقل غيور على مصلحة واستقرار وطنه فى دعوة خائبة لا علاقة لها بالمنطق؟
وفى هذا الكفاية بغض النظر عن المزاج الشعبى العام الذى لفظ أمثالكم وكره دعواتكم الخبيثة التى تحوى فى باطنها غرض لم يعد فى نفس يعقوب، بل بات معلوماً للجميع .