بلاغ وزارة الداخلية الذى تتهم فيه اليوم السابع بتكدير السلم العام لنشرها خبرا صحفيا ، هو باختصار جر شكل ومعركة مفتعلة وكارت إرهاب للصحفيين والإعلاميين خلال الفترة المقبلة حتى لا ينشروا أو يكتبوا إلا ما ترضى عنه الوزارة ووزيرها ، وهو أمر خطير للغاية ولن يأتى إلا برد فعل عكسى تماما وسيجعل من الداخلية ووزيرها وأفرادها أعداء للحريات مكروهين من الإعلاميين ومن عموم الناس ،ويا ويله من يكرهه الناس وأنت يا وزير الداخلية أول من يعرف.
ما يؤكد أن معركة الداخلية مفتعلة مع اليوم السابع ، أن الموقع لم يكن أول من نشر الخبر محل الأزمة ، بل إن صحفا قومية محسوبة على الحكومة نشرته مع المواقع الإخبارية المستقلة ، وكان موقع اليوم السابع أول من بادر بالتصحيح ونشر أكثر من تصريح لمسئولين عن موضوع الخبر ، ومع ذلك قررت الداخلية تقديم بلاغ للنيابة ضد اليوم السابع ، لماذا لأن اليوم االسابع الأشهر والأكثر انتشارا ومصداقية والداخلية تريد جر شكل الصحفيين والإعلاميين وإظهار العين الحمرا مع الكبير حتى يخاف الباقون
هكذا يفكر القائمون على الأمر فى الداخلية ، لكنهم بالقطع مخطئون ، لأن المعركة مع وسائل الإعلام خاسرة خاسرة وتغذى من جديد صورة الداخلية الباطشة المكروهة بين الناس ، وتكسر الالتحام الوطنى بين الناس والشرطة فى المعارك الكبرى التى تواجهها الدولة ،فهل هذا ما يريده وزير الداخلية وقيادات الوزارة حقا؟
هل تريد الداخلية جرنا إلى معارك جانبية بعيدا عن القضايا الأكثر إلحاحا مثل مواجهة الإرهاب ورفع مستوى الأداء الشرطى على مستوى البحث الجنائى وإعادة هيكلة الوزارة ومواجهة تجاوزات أفراد الشرطة ضد فئات المجتمع؟
الداخلية تواجه تحديات كبيرة للغاية ليس من بينها إطلاقا خوض حرب ضد وسائل الإعلام والصحفيين ومحاولة كسر أقلامهم وتكميم أفواههم ، ويكفى أن نلقى نظرة على خريطة المناطق التى تتعرض للإرهاب ، أو نفتح ملف العجز الأمنى عن حل قضايا الثأر التى تهدد المجتمع فى الصعيد ، لنعرف أن تحريك الوزارة البلاغ ضد اليوم السابع ينطبق عليه المثل " الفاضى يعمل قاضى" .
ولحسن الحظ الجماعة الصحفية والحقوقيون التفتوا إلى هدف الداخلية من بلاغها ضد اليوم السابع ، وبدأت التحركات والتنسيق على مستوى النقابة والمجلس الأعلى للصحافة والمراكز الحقوقية والأحزاب السياسية لخوض معركة حريات جديدة ضد وزارة البطش وتكميم الأفواه ،وسنرى خلال الأيام القليلة المقبلة من سينتصر يا وزير الداخلية ، لكن اعلم أنك ستقف بمفردك بعد ذلك على خط النار
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة