وشن الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، هجومًا حادًا على الاشتراكيين والعلمانيين، موضحًا أن مناهجهم ليست من الإسلام فى شىء، مشيرًا إلى أن مناهجهم هى لخداع الناس فقط ولا علاقة لها بالدين الإسلامى.
برهامى": الاشتراكية والقومية ليست من الإسلام
وقال "برهامى" فى مقال له حمل عنوان "فتنة المناهج المنحرفة": "هناك سؤال لا بد أن نفقه إجابته وهو إذا كنا الآن فى زمن الدعاة على أبواب جهنم، فمَن هؤلاء الدعاة؟، فمِن أحق الناس بهذا الاسم فى زماننا دعاة العلمانية والديمقراطية والقومية والوطنية والاشتراكية وغيرها مِن المناهج التى ليست مِن الإسلام، وإنما للخداع فقط لينجذب الناس إليهم، فهؤلاء ينطبق عليهم وصف الرسول صلى الله عليه وسلم: (مِن جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا قلوبهم قلوب شياطين فى جثمان إنس)، وكذلك فرق الشيعة وما أظهر تحالفهم وعمالتهم لأعداء المسلمين مع اليهود النصارى فى أفغانستان، ثم العراق لمحاربة أهل السنة".
وتابع نائب رئيس الدعوة السلفية: "مِن العجيب أنك ترى مَن يروِّج لاتباع هؤلاء، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (مَن أجابهم إليها قذفوه فيها)، وينهون عن التعاون مع دعاة الإسلام، فالمؤمن مأمور بأن يعتزل فرق الضلال كلها، وأن يلزم جماعة المسلمين وإمامهم، وأن يكون فى الأرض خليفة، وإن لم يكن لهم فى الأرض خليفة فلا تخلو الأرض مِن جماعة أهل السنة".
واستطرد "برهامى": " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة مِن أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم مَن خذلهم حتى يأتى أمر الله وهم كذلك)، فليس المقصود- بلا شك- مِن اعتزال الفرق اعتزال أهل السنة، أو عدم التعاون على البر والتقوى كما يزعم البعض كذبًا وزورًا أن هذا هو معنى الحديث، إذ ليس الدعاة إلى الله الملتزمون بدينه الذين يتعاونون على إقامة شرعه بدعاة على أبواب جهنم يجب اعتزالهم، بل الدعاة على أبواب جهنم هم دعاة المناهج المنحرفة كالخوارج والقرامطة، ودعاة العلمانية وفصل الدين عن الحياة، الذين يروجون للولاء للغرب والغرق فى متابعته شبرًا بشبر وذراعًا بذراع".
وقال "برهامى": "إن الواجب على كل مسلم أن يحذر على نفسه ويحذر الناس مِن حوله مِن هؤلاء الدعاة على أبواب جهنم، الذين يزعمون أن التقدم لا يكون إلا بتقليد الغرب فى كل أحواله، فلا يكون متحضرًا إلا مَن شاهد أفلامهم وسمع موسيقاهم وغنى أغانيهم ولبس ثيابهم".
وحيد عبد المجيد: عليه تثقيف نفسه
فى المقابل رد الدكتور وحيد عبد المجيد، الخبير السياسى، قائلا: "إن ياسر برهامى آخر من يتحدث عن المعرفة، ومعركته ضخمة مع المناهج الحديثة والتقليدية نفسها، ويحتاج أن يقرأ فى جميع المجالات وأن يكف عن الكلام ضد الاشتراكيين والليبراليين".
وأضاف عبد المجيد لـ"اليوم السابع" حديثه عن العلمانيين والاشتراكيين هو نوع من الفكاهة، وعليه أن يطلع على مختلف المعارف قبل أن يتحدث عنها.
"الشوباشى": على الأزهر أن يرد
بدورها قالت فريدة الشوباشى، الكاتبة الصحفية، إنه على مؤسسة الأزهر أن يكون لها دور فى الرد على ياسر برهامى، مضيفة أن الإسلام موجود فى مصر قبل أن يأتى ياسر برهامى، موضحة أن كلامه عن مناهج الاشتراكية والقومية والوطنية هى إساءة للإسلام نفسه.
وأضافت "الشوباشى": "هل الاشتراكية كفر؟ وهل يعرف شيئا عن الاشتراكية والفرق بينها وبين الرأسمالية؟ وهل يريد أن يحرم الوطن من الكفاءات؟". موضحة أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج مسيحية وليس كما يرى السلفيون أنه لا يجوز الزواج منها.
الدعوة السلفية: لم نقصد صدامًا مع أحد
من جانبه، قال الدكتور أحمد شكرى، عضو مجلس شورى الدعوة السلفية: "إن الشيخ ياسر برهامى لم يقصد على الإطلاق الدخول فى صدام مع أحد، وأن نائب رئيس الدعوة السلفية قصد فقط عدم الانجرار وراء الشعارات البراقة والتى فى ذات الوقت تسعى لنسخ هوية الأمة الإسلامية فى ظل دعوات العولمة".
وأضاف "شكرى" أن "برهامى" لم يقصد مهاجمة الداعين لشعارات الديمقراطية والحرية والمساواة، فكل هذا يدعو له الإسلام، موضحًا فضل الشريعة الإسلامية على المجتمع، لافتًا إلى أن "برهامى" حذر فقط من الانخداع بالشعارات لتى تسعى فى الحقيقة لهدم الثوابت الدينية تحت شعارات العالمية والحرية والانسانية، مؤكدًا أن الدعوة السلفية لا تدخل فى صدام مع أحد من محافظى الثوابت الدينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة