مشكلتنا الرئيسية فى هذه الأيام أننا نعرف الخطأ معرفة جيدة، ولكننا نصر عليه ونفعله ونكرره، حتى أننا أدمنّاه وصار بالنسبة لجموع الناس هو الصحيح، وأصبح الصحيح فى نظرهم هو الخطأ.. نعم لقد زيفنا الحقائق لقد اختلت الموازين وصارت ظالمة، أصبح الإجرام والبلطجة شطارة ومجدعة، وأصبح قطع الأرحام للأقارب حتى الدرجة الأولى هو السائد. أصبحت خيانة الأمانة وأكل مال اليتيم شطارة وفهلوة وتجارة والتجارة شطارة واللى تغلب بيه تلعب بيه، صارت الابتسامة فى وجه الأخرين والسباب والقذف من خلفهم سياسة وذكاء، طالما فى سبيل المال، وكم من الجرائم ترتكب من أجل المال.
أصبحنا مرضى نفسيين نتمتع بالراقصة ونتمعن فى جسدها وهى تتلوى شبه عارية ثم بعد لحظات نتناقش فى الحلال والحرام، ويجوز ولا يجوز وهل يجوز أساسا النظر إلى الراقصة، ننصح الناس بمكارم الأخلاق ونأتى بأراذل الأخلاق، صارت الغيبة والنميمة فى حوارات الأصدقاء هى السائدة. أصبح التوتر وكراهية الأخرين هو السائد وأصبح التراحم وحب واحترام الآخرين ضعف شخصية، صارت الأنانية جزءا كبيرا فى حياتنا فى المواصلات وفى العمل ومع الجيران والأهل، أصحبت المصالح تتحكم فى كل شىء وهى المحرك واللاعب الأساسى، تخيل أنك تدخل مولا تجاريا مراقبا بالكاميرات فأنت تلتزم تماما حتى فى تصرفاتك حتى لا تظهر سيئا أمام الآخرين، ونسيت مراقبة الله عز وجل لك فى كل الأحوال فتماديت فى طغيانك، نعم نحن فى أشد الاحتياج إلى مراجعة تصرفاتنا كثيرا، أن نسبح ضد التيار، أن نغير هذا الواقع المظلم، هل هناك أمل أم أنه نفق مسدود .
ورقه وقلم - أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة