ورواية "سكر مر" رواية يعاد اكتشافها فى كل جيل، فهى تبدأ من لحظة قيام بطلها "إبراهيم" ـ الموظف فى شركة الطيران العربية ـ بارتشاف كوب الشاى الدافئ، وكانت تشير ساعة المكتب إلى الثامنة والنصف صباحا، فيرفع إبراهيم الكوب ويسكبه فى جوفه. فى هذا الحيز الزمنى المحدود تدور الرواية التى برع مؤلفها محمود عوض عبد العال فى تحريك شخصياتها بدقة بالغة، بالغوص عميقا فى أكثر الأحاسيس شفافية، فما يجمع شخصيات الرواية وموضوعها ـ إذا جاز أن يكون للعمل الفنى "موضوع" ـ هو الضياع والبطلان وافتقاد المعنى والهدف الذى يستحق أن يحيا الإنسان من أجله، إذ تشترك شخصيات الرواية فى ضبابية الرؤية.
الحيلة الفنية التى لجأ إليها الكاتب فى "إدارة" حركة الشخصيات تختلف عما لجأ إليه نجيب محفوظ حين جمع أبطال "ميرامار" فى بنسيون صغير بالمدينة السالحلية نفسها، أو حين جعل العوامة مكانا يتلقى فيه أبطال "ثرثرة فوق النيل".
موضوعات متعلقة..
انهيار مدرسة التلاوة فى مصر وملف القصة اليمنية فى "الهلال" عدد يونيو
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة