محمد عبد الرحمن يكتب: هذا الطفل هو أنا.. هذا الشهر هو رمضان

الثلاثاء، 16 يونيو 2015 12:01 م
محمد عبد الرحمن يكتب: هذا الطفل هو أنا.. هذا الشهر هو رمضان زينة رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محمد عبد الرحمن

شهر رمضان دائما ما يرتبط ارتباطا كبيرا بالنسبة لنا كمصريين بالإبداع ومظاهر البهجة والروحانيات.. أتذكر منذ الصغر طقوسنا المختلفة للاحتفال، فرمضان كان بالنسبة لنا شهرا للفرحة، أتذكر محاولة إبداعاتنا كأطفال فى عمل "الزينة" وتصميمها وتعليقها بأشكال مختلفة تجذب الأنظار.. أتذكر "الأنوار" التى كانت تضىء جميع شوارع المحروسة فى ليالى الشهر، وفرحتى مع الأطفال وأثناء "تعليقها".. أتذكر أيضا الفوانيس التى كانت تضىء شرفات جميع المنازل، بتصميماتها وأشكالها المختلفة.

الفوانيس التى كانت تمثل فى الماضى نوعًا من أنواع الفن المصرى، وصناعته أيضا، أشكالها ذات الطراز الإسلامى القديم وتصميماتها التى كانت تتكون من النحاس والزجاج، وتضاء بـ"شمعة".

"الزينة"، واستخدام أقل الإمكانيات من أوراق و"كرتون" لعمل مظهر راق يميز شكل شوارعنا فى الشهر الكريم، والأنوار التى كانت تضىء شوارعنا وتعطى بهجة ذات طابع خاص.

مازلت أتذكر وقوفى مع الأطفال، فى وقت "مدفع الإفطار" وكل منا يمسك بـ"مدفعه"، المصنوع من الصاج والممتلئ ببرود "الكبريت"، لنحتفى سويا بمدفع الإفطار وقت آذان "المغرب".

كبر الطفل وأصبح شابا، وتغيرت معه أشكال وألوان الفرحة، إلى أن أصبحت "مسخًا" واختفى جمالها وفرحتها، الفوانيس أصبحت لا تمثل جزءا من الصناعة والفن المصرى، واكتفينا بمشاهدة دخول فوانيس "الإسبونج بوب" الصينى تغزو الأسواق، الزينة التقليدية اختفت رويدًا رويدًا، حتى اختفت وأصبحت "شوية تقطيع" معلقة فى بعض شوارعنا، "الأنوار" منعت بقرار!! صدمت حين سألت أحد الأطفال عن "نور رمضان" فرد قائلا:"الحكومة هتعمل غرامة على الشوارع اللى هتعلق نور".

كبر الطفل، وأصبحت لا أرى الفانوس "أبو شمعة" إلا قليلاً محاصر بـ"الأسبونج بوب"، أو صورة نهدى بها أصدقاءنا عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"،أصبحت لا أرى مدفع رمضان وتجمع الأطفال فى الشوارع بها قبل آذان المغرب، اختفت فرحتنا وإحساسنا بمجىء شهر الصيام، اختفت هويتنا الفنية، فى صناعة الفوانيس، واختفى تعلق الأطفال بالزينة، ومنعت "الأنوار"، واختفى طعم "رمضان" بتاع زمان.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة