سمير قسيمى يكتب: عن السؤال الوجيه والساذح ملتقى السينما والرواية بوهران

الجمعة، 19 يونيو 2015 04:30 م
سمير قسيمى يكتب: عن السؤال الوجيه والساذح ملتقى السينما والرواية بوهران الكاتب الجزائرى سمير قسيمى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السؤال الذى طرح فى آخر ندوة صحفية لمهرجان وهران للفيلم العربى بخصوص تثبيت ملتقى الرواية والسينما من عدمه، وهو سؤال وجيه بالمناسبة، أكد انتفاء الثقة بين الصحافة والجمهور ومنظمى الفعاليات الثقافية فى الجزائر.

لقد كان وجيها بسبب معرفة السائل، مسبقا وعن تجرية أيضا، أن أصعب أمر فى القطاع الثقافى منذ تولية خليدة تومى وانتهاء بعهدة شرابى القصيرة هو الإبقاء على النشاطات الناجحة فى نفس السقف من النجاح المحقق، ذلك أن نجاح نشاط أو تظاهرة ما-خاصة إذا لم تكن بغاية البهرجة على غرار ملتقى الرواية والسينما- يعنى تثمين جهد من ساهموا فى نجاحه وإن كانوا ضمن من تعارفنا على تسميتهم بالمثقف النقدى.

بالطبع جاءت توصيات الملتقى فى نهايته لتصب فى هذه الفكرة، أى تثبيت الملتقى ولكن كيف سيتم ذلك؟.
أعتقد وهو ما أكده أكثر من مختص- أن تنظيم ملتقى بهذه التسمية كان مغامرة حقيقية وسبقا عربيا وعالميا أيضا، فمن العادة أن العلاقة بين الرواية والسينما تقتصر وفى أكثر الحالات تفاؤلا على مجرد محور فى ندوة أو ملتقى، إلا أنه فى مهرجان وهران كان فعالية كاملة جاءت فى شكل ملتقى دولى حضرته أسماء أسوء ما توصف به أنها ثقيلة. من هنا بدأ نجاح الملتقى ومن هنا أيضا تحددت هويته بالاسم والسبق، ولهذه الأسباب فقط بدا من الضرورى إبقاءه لدورات أخرى.

التفكير مثلا فى تنظيم ملتقيات أو ندوات أخرى فى إطار المهرجان يرصد ظاهرة علاقة الشعر، المسرح، الفن التشكيلى أو غيرها من ضروب الأدب والفنون، رغم ما تبدو عليه من براءة هو محاولة لإجهاض هذا الملتقى الذى لم ينجح كما كتب الكثير من ضيوفه أو صرحوا به لوسائل الإعلام بفضل شخص سمير قسيمي، بل بفضل حقيقة سبق الفكرة والاختيار السليم، الموضوعى لضيوف ومحاور الملتقى. التفاصيل الأخرى مجرد تفاصيل كان بمقدور أى كان أن يحققها إذا التزم بالخارطة المنطقية التى فرضها محافظ المهرجان.
بصراحة، لم يحقق ملتقى أدبى ما حققه ملتقى السينما والرواية: لأول مرة ترفع تظاهرة ثقافية سقف أحلامها وتحقق كل تلك الأحلام. هى أول مرة أيضا تتم فيها اختيار الضيوف بعيدا عن معايير المحسوبية ومنطق "أدعنى أدعك" وبعيد تماما عن سياسة الإقصاء أو تكريس المكرس.

من زاويتى -التى أردت لها غير ما اعتدت عليه كروائى عربى معترف به- خلف كل نشاط كان يبهجنى مشهد لم أعتد عليه من قبل فى كل ما عرفت من تظاهرات فى الجزائر. مشهد تتساوى فيه الأسماء ويعامل فيه الجزائرى كالضيف، مشهد ترجم بالفعل تلك العقيدة التى طالما أمنت بها والتى ترفض أن يعتبر فيها الأدب كهرم يقمة وقاعدة.. كان الجميع فى هذا المشهد متساوين فى ضيافتهم وفى ظروف إقامتهم وفى مكافأتهم أيضا.

كنت أنظر إلى هذا المشهد البهيج، مدركا أننا ونحن نغامر بهذا الملتقى أننا خطونا خطوة إلى الأمام. كان تحديا ورفعناه ثم نجحنا فيه، نجاحا أكده الضيوف وجميع وسائل الإعلام الحاضرة، رغم ما قرأت شخصيا من أقاويل معظمها متهور أو متسرع أو مستعجل قدره.. قد تؤلم تلك الأقاويل ولكن أصحابها يعرفون حق المعرفة أنها مكذوبة.
حقق الملتقى كل أهدافه. حضر جميع من دعونا إلا من اعتذر لأسباب صحية. طبق البرنامج بكل صرامة، وعرفت جلساته نقاشا محترفا بمستوى علمى عال.

يعد كل هذا، يصبح السؤال الوجيه فى ظاهره ّهل سيثبت الملتقى" سؤالا ساذجا بكل المعايير، أقصد بالطبع المعايير المثمنة للنجاح والنجاح فقط.

يبقى فقط أن نفكر منذ الأن فى أفكار وأهداف أكبر للملتقى حتى يجد لنفسه المكان المناسب والمريح فى حجر مهرجان وهران الدولى للفيلم العربى.


موضوعات متعلقة..


"قسيمى" يجدد رفضه منع مصر من معرض الجزائر








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة