إبراهيم عبد المجيد

ماذا يفيد الوطن من سجن محمود محمد؟

الجمعة، 19 يونيو 2015 10:16 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيرون جدا من الشباب راحوا ضحية قانون التظاهر. كثيرون جدا حكم عليهم بأحكام كبيرة, وكثيرون جدا ينتظرون أحكاما لا يعلم بها إلا الله. لقد صدر عفو رئاسى عن 165 ممن حكم عليهم بمقتضى هذا القانون الظالم وغير الدستورى. وأنا هنا لن أتحدث عن الأغلبية الباقية. سأتحدث عن شاب صغير لم يتم الحكم عليه لأكثر من خمسمائة يوم حتى الآن. هذا الشاب الصغير جدا هو محمود محمد الذى قبض عليه أثناء عودته لبيته فى كمين المرج وهو يرتدى تى شيرت مكتوب عليه «وطن بلا تعذيب». ناله ما ناله من ضرب فى الكمين وقسم المرج وتنقل بين ثلاثة سجون هى المرج وأبوزعبل وأخيرا سجن الاستئناف. كان فى سن السابعة عشر والآن هو فى بداية التاسعة عشر. ضاع عليه عامان دراسيان. محمود محمد ينتظر المحكمة التى لم تفصل فى أمره حتى الآن ودائما بسبب تعذر نقل الأعداد الكبيرة من المتهمين وآخرها الأسبوع الماضى تم الحكم عليه بالاستمرار خمسة وأربعين يوما أيضا وهو فى عربة الترحيلات لم يصل إلى المحكمة ولم تتم فيها أى مرافعة. هذا ما تتداوله مواقع الإنترنت فى كل مرة. وسواء صحيحا أم خطأ، والحقيقة أنه صحيح، لأن محمود محمد قضى أكثر من خمسمائة يوم بلا حكم فى قضيته. إنه محبوس هكذا وفقا لقانون الحبس المفتوح. وهذا أيضا قانون غير دستورى لأنه اعتقال مقنّع بالقانون. تجديد الجلسات أمر له نهاية. لكن هذا القانون لا يضع نهاية. بعيدا عن كل ذلك سؤالى هو ماذا يفيد الوطن من حبس هذا الشاب الصغير جدا. أصغر معتقلى الرأى. كم قرأوا التى شيرت الذى كان يرتديه وما هو أثره فيهم أو فى المجتمع. لم يقبض عليه حاملا سلاحا أبيض ولا أسود. هل هذا الشاب الصغير الذى قبض عليه طفلا أقل من ثمانية عشر عاما خطر على الأمة والوطن إلى هذا الحد؟ هل هو قائد مظاهرات خطير أو صانع قنابل جبار أو متحدث معارض رهيب أو أى شىء غير أنه كان له رأى لا يرسله إلى أى صحيفة ولا إلى أى محطة إذاعية أو فضائية. فقط ارتدى تى شيرت يحمل رأيه وأمله فى وطن أجمل. وماذا يغضبكم من شعار وطن بلا تعذيب؟ هل التعذيب فرض فى الأديان ولا نعرف؟ حكاية هذا الولد أو الشاب الصغير هى من أكثر الحكايات إيلاما على مواقع الإنترنت. لقد صارت حكايته يتم تداولها الآن فى الصحافة الغربية والعالمية. وشعار الحرية لمحمود محمد يملأ المواقع الافتراضية. تماما كما صار حبسه احتياطيا أكبر من تهمته آلاف المرات. منذ شهر أفكر فى الكتابة عنه راجيا من أى مسؤول أن ينظر فى هذا الأمر. بدءا من السيد الرئيس إلى النائب العام. ماهى خطورة هذا الطفل أيها السادة ليمضى كل هذا الوقت ويضيع مستقبله على هذا النحو؟ أشعر بالحزن من أجله ومعى الآلاف. إن الدعوات التى تنطلق على الظالمين على مواقع الفضاء الافتراضى من أجل محمود محمد تهتز لها السماء ويهتز لها عرش الله فوق السماء لو تعلمون.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة