منى سعد الدين محمد تكتب: للشعب المصرى أتحدث

"من غشنا فليس منا " حديث شريف , ورغم ذلك نجد الغش والخداع فى كل شىء فلم تكن مزرعة الحمير بالفيوم هى الأولى من نوعها فطالما تعرضنا لقصص من هذا القبيل ولكن رتم الحياة السريع ينسى الإنسان كل شىء فكل يوم له همه وشغله الشاغل , فيكون دائما المواطن هو ضحية الأحداث فهو من يدور فى دوامة الحياة وكأنه كرة فى وسط الملعب يركلها اللاعب حيثما أراد.

ضجة إعلامية كبيرة حول مزرعة بالفيوم للحمير تذبح تلك الحمير وتبيعها للجزارين وأصحاب المطاعم على أنها لحم صالح للاستخدام الآدمى وأضع تحت الآدمى مائة خط لأن الإنسان فى زمننا هذا لم يعد له قيمة أو ثمن .

فالقضية ليست قاصرة على ذبح ووزع وغش ولا من أكل وشبع فالقضية قضية منظومة كاملة مسئولة ومن الأولى أن تضع فى إعتبارها عدة أسئلة : ما الذى أدى بهؤلاء الناس الغشاشون إلى فعل جريمتهم النكراء؟, وما الذى دفع بمواطن بسيط أن يسعى وراء شراء لحم رخيص أو دخول مطعم أسعاره هادئة بالنسبة إليه؟ ,أين الرقابة البيطرية والأمنية على الجزارين والمطاعم؟، أين المجمعات الاستهلاكية ووزارة التموين لتوفير السلع الاستهلاكية فى الأماكن المخصصة لذلك بأسعار يطوقها المواطن البسيط ؟ وأين دعاة مصر ومشايخها وأزهرها من تنوير العقول والقلوب وإيقاظ الضمائر فقد تركوا عملهم الدعوى وإنشغلو بالسياسة والسلطة ؟.

فالضحية هنا المواطن الذى لا يقدر أن يشترى كليو من اللحم البلدى لارتفاع سعره ولديه أولاد يريدون أن ينعموا كما ينعم غيرهم من أصناف الأكل الشهى , وهنا وجد الجانى الضحية فلم يكف عن أفكاره الشريرة التى تراوده وفعل فعلته النكراء .

ومن المفارقات العجيبة أن نجد على اليوتيوب فيديوهات لمشايخ تفتى بأن أكل لحم الحمير جائز مع الكراهة أو أن أكل لحم الحمير والحصان حلال فبالهنا والشفاء لكل من أكل ولم يكترث .

رغم أن الأطباء أكدوا أن لحم الحمير ضار جدا للإنسان لأن أحشائها تحتوى على ميكروبات وفيروسات كما أنها تذبح فى أماكن مجهولة وتغسل بمياه ملوثة وتوضع فى درجات حرارة مرتفعة مما يجعلها فاسدة.

وفى النهاية إذا وضعنا ضمائرنا اليقظة أمام أعيننا وعلمنا أن الرقيب علينا هو الله لساد العدل وما سمعنا أبد الدهر عن تلك الحوادث ولكن ضمائرنا نامت بلا يقظة إلا من رحم ربى.