ليس عيبا أن تجرى أفكار ومعتقدات الإخوان المسلمين فى عروق كمال الهلباوى، وأن يبكى بحرقة وحسرة على تمثيلية طردهم من قطر، ولكن العيب أن يتقمص دور المختلف معهم والمناهض لهم، ثم ينقض فجأة على القضاء المصرى، واصفا أحكام الإعدام بأنها «فضحتنا أمام العالم»، قائلاً: «وكأن فيه قضاءين وليس قضاء واحدا، ده بيحكم فى مصر والآخر فى حتة تانية، وياريت السيسى يكون بيسمعنى».. ليس عيبا ولا غرابة أن يقول ذلك، ولكن كل العيب أن يستخدم قنابل دخان للتمويه أنه ضد الإخوان، وهو معهم حتى النخاع وكل ما يفعله قد يكون فى إطار «توزيع الأدوار»، وإليكم الأدلة، أولاً: كيف يكون الهلباوى ضد منهج الإخوان ورأيه فى أسامة بن لادن أنه «كان رجلا محترما وعظيما ومحبا للجهاد»، وكانت بينه وبين أيمن الظواهرى «أخوة ومودة»، وبينه وبين يوسف ندا «أخوة ومحبة»، وهؤلاء الثلاثة بالذات فعلوا فى مصر ما لم يفعله ألد الأعداء، ولم نسمع من الهلباوى شجبا أو إدانة، ورأيه فيهم ليس قديما، بل قاله فى «المصرى اليوم» فى 2 إبريل 2012.
ثانيا: اقتحم الهلباوى الفضائيات والشهرة والأضواء بـ«كارت» استقالته من الإخوان، احتجاجا على ترشح خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية، والإخوان أنفسهم وصفوا هذه الاستقالة بأنها «فرقعة إعلامية» ولا قيمة لها، وكلامهم صحيح لأن اعتراضه كان على «اختيار شخص» وليس «منهج جماعة»، والدليل قاله هو بلسانه «دعوة الإخوان الجميلة المحترمة بريئة مما يحدث»، وكان مؤيدا بشدة لترشيح عبدالمنعم أبوالفتوح وأنه الأولى بدعم الإخوان ومساندتهم.
ثالثاً: لم نشاهد دموع الهلباوى حزنا على شباب فى عمر الزهور تغتالهم قنابل الإرهاب الغادرة وتشوه أجسادهم وتبتر أرجلهم وأيديهم، وهل «فضحتنا أحكام الإعدام» ضد من قتلوا جنودنا فى رفح ومثلوا بجثثهم قبل الإفطار فى رمضان، وإعدام من ارتكبوا جرائم إرهابية يندى لها الجبين؟ رابعاً: ما رأى الهلباوى فى إرهاب حماس والمعروف أنه كان أشد المتحمسين لبيعة إسماعيل هنية مرشدا للإخوان بدلا من محمد بديع لأنه فى رأيه: «تتوافر فيه كل الصفات ومن فلسطين أرض الجهاد».. كل نقطة تحتاج عدة مقالات.