الدكتور إسماعيل سراج الدين إلى جوار عمله كمدير لمكتبة الإسكندرية هو المستشار الثقافى لرئيس الوزراء، وهو الوحيد حسب علمى الذى بقى فى منصبه منذ أيام مبارك، أى أن الرجل العالمى عابر
للثورات، ويمتلك نفوذًا متجددًا لا يعرف أحد سببه.. الاقتراب منه أو من مكتبته يعنى أنك ضد الحضارة، وأنك ضد الإنسانية، وربما ضد مصر نفسها، خصومه الكثيرون يخسرون دائمًا، لأن الرجل مخفور بعدد كبير من المؤيدين فى الإعلام والسلطة، لن أتحدث عن معاركه والقضايا المرفوعة ضده هذه المرة، ولا عن تحويله المكتبة إلى قصر ثقافة كبير يقدم الخدمات المدعومة التى تقدمها الدولة، ممثلة فى وزارة الثقافة، فى قالب استعراضى، لأن إنجازه الجديد يستحق التأمل. هو أعلن عن خروج الأنشطة الثقافية لأول مرة منذ إنشاء المكتبة إلى خارج مبناها، حيث ستقوم بإنشاء سفارات لها بـ6 جامعات مصرية، حيث
ستكون تلك السفارات نافذة من موقعها إلى المكتبة للتعريف بأنشطتها، فضلًا على التواصل بين الطلاب والجامعة، وإقامة أنشطة فكرية وتثقيفية، وقام بالفعل بتوقيع بروتوكول تعاون مع رؤساء جامعات الزقازيق والمنصورة وبنها والفيوم وأسوان والسويس، ومدير مبادرة سفارات المعرفة بالمكتبة، لم يحضر التوقيع وزير الثقافة الذى يعمل فى حكومة مستشار رئيسها الثقافى «صاحب الليلة»، ولا وزير الشباب الذى يهمه لا شك شباب الجامعات. «سراج» افتتح السفارات لنشر المعرفة والثقافة، تطبيقًا لتوجيهات الرئيس، وتم إطلاق اسم سفارة- حسب كلام ياسر الشايب، مدير مبادرة «سفارات المعرفة»- بعد بحث ودراسة، «فهى ليست فرعًا للمكتبة يضم نسخًا من الكتب، لكننا ننقل المكتبة بكل ما فيها عن طريق ربط إلكترونى مباشر يقوم عليه اثنان من الموظفين يتم انتدابهما من مكتبة الإسكندرية للعمل فى السفارة».. البروتوكول، و«سفارات المعرفة»، والأداء، وبناء على التوجهات، يعنى أن الهدف ليس ثقافيًا، وأن أجهزة الدولة عاجزة عن القيام بدورها، أو تتصارع، أو مش فاهمه.. سراج الدين أصبح دولة مستقلة ذات سيادة، لها سفارات فى الأقاليم، وسفراء وسلاطات وكله.