مبادرة عبدالمنعم أبوالفتوح التى أطلقها أول أيام الشهر الكريم رجس من عمل الشيطان، فبدلًا من أن ينصح أهله وعشيرته بوقف أعمال العنف والإرهاب، يدعو إلى العفو العام عن السجناء الذين لم يتورطوا فى ارتكاب جرائم، وهو يعلم جيدًا أن كل المساجين مدانون بأحكام قضائية، لكنها المزايدة، وصيد فى الماء العكر، وبدلًا من أن يقدم العزاء لشهداء الإرهاب، أعاد تشغيل أسطوانة إعادة هيكلة وزارة الداخلية، وهى العبارة السيئة السمعة التى استخدمها الإخوان لهدم جهاز الأمن، وتصفية قياداته، وبدلًا من أن يشيد بافتتاح قناة السويس، أول مشروع رئاسى عملاق يستعد العالم للاحتفال به، فاجأنا بالدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، فى وقت تترسخ فيه أقدام النظام، ويستعيد قوة الدولة وهيبتها، ويسترد ثقة مختلف دول العالم.
لا أريد أن أستطرد فى الحديث عن المبادرة، فهى أتفه من يُكتب عنها، وأبوالفتوح لم يعد يجذب خصومه أو مؤيديه، لكن الملاحظة الجديرة بالاهتمام هى التدفق الساخن الآن لمبادرات فرقة حسب الله الإخوانية، الغنوشى والمرزوقى ويوسف ندا، والجديد فيها هو الاستقواء بالسعودية بدلًا من أمريكا، وترويج شائعات عن ضغوط تمارسها الرياض على القاهرة للمصالحة، وهم أول من يعلم أن مصر لا تقبل ضغوطًا أو مساومات، كما أنه من غير المنطقى أن تتوسط السعودية، التى تعانى من داء الإرهاب، لجماعة إرهابية ترتكب كل يوم جرائم دنيئة ضد مصر وشعبها، علاوة على أن هذا الثالوث التافه ينعمون بكراهية المصريين، بسبب تطاولهم وتجاوزهم وتصريحاتهم المستفزة.
التقط أبوالفتوح الخيط فى الداخل، ورفع السقف، وغالى فى المطالب، وتخيل نفسه مبعوث العناية الإخوانية، وأن المصريين غاضبون وخائفون ومرعوبون من الإخوان، فأراد أن يهدّئ روعهم، ويملى عليهم شروطًا مثل التى طرحها أسامة الغزالى حرب على أحمد موسى، وزاد عليها بنقل صلاحيات رئيس الجمهورية إلى رئيس الحكومة، والتوافق على قوانين «العدالة الانتقامية»، والمراجعة الشاملة للأحكام الصادرة فى الفترة الماضية، وهذا مربط الفرس، ودعوة مستترة للإفراج عن قيادات الإخوان الصادرة بحقهم أحكام جنائية.. وقراءة باقى الشروط جعلتنى أشك فى أن أحدًا لم يبلغ عبدالمنعم أبوالفتوح بما حدث فى 30/6.