محمد نصيح الجابرى يكتب: مدرسة المشاغبين

السبت، 20 يونيو 2015 02:02 م
محمد نصيح الجابرى يكتب: مدرسة المشاغبين صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنها الذكريات الجميلة واللحظات التاريخية فى سجلات عقولنا. إنها الفترة التى تعرفت فيها على الحياة بكل معانيها، إنها فترة الصداقة الخالصة دون رياء، إنها لحظات الضحك والسعادة ولحظات الفراق والحزن ، إنها المقدمة التى جعلتنى احدد مستقبلى ومهنتى.

أتحدث عن المدرسة التى كنا قديما نفخر بها ونسعد بالذهاب إليها . بل والأكثر من ذلك كان المعلمون بالنسبة لنا نبراسا فى حياتنا نهتدى بنورهم ونستظل برفقتهم.

ولكن هيهات .. للمدرسة .. التى أصبحت الآن كهوفا ظلماء نهرب من على أسوارها ونخشى الدخول إليها فربما تحولت المدرسة ألان إلى سجن صغير للطلاب . وربما تحولت أخلاق وعادات هذا الجيل وتغيرت نظرته إلى المدرسة عما كانت من قبل.

أيعقل أن يكون مكان العلم هو مكان السجن ؟ أيعقل أن تتحول المدرسة إلى مكاتب وموظفين يوقعون على دفتر الحضور والانصراف فقط ؟ أيعقل أن يتجرأ الطالب على معلمه ويلفظه بأبشع الألفاظ ؟ أيعقل أن تكون المدرسة فصول خاوية لا يسكنها إلا الجان ؟ أيعقل أن تتحول المدرسة من مدرسة العلماء إلى مدرسة المشاغبين ؟ أيعقل أن تتسرب امتحانات الثانوية العامة رغم الاجراءات الأمنية المشددة ؟

اعتقد أن العقل هرب منى بمجرد اننى ألحقت اسمه بتلك التهم المنسوبة . للأسف الشديد تحولت المدرسة الآن إلى وكرا لتعاطى المخدرات، بعدما كانت منبع العظماء والكتاب والعلماء والأطباء. عندما تريد أن تحكم على أخلاق أمه فانظر إلى إلى تعليمها فأن وجدته تعليما صالحا ناجحا كانت النتيجة أفراد صالحين نافعين لأنفسهم، ولوطنهم وان وجدته تعليما فاشلا كانت النتيجة أفراد فاسدين أخلاقيا وعلميا . لا أجد مبرر واحد يقنعنى بعدم اهتمام الدولة بالتعليم وتربية النشء فالتعليم والصحة هما أساسا المجتمع ولكن تعالوا بنا نرصد السلبيات التى انتابت التربية و التعليم.

سنجد إن وزارة التربية والتعليم للأسف الشديد اكتفت بتقارير (كله تمام) دون زيارة ميدانية لأرض الواقع ومناقشة السلبيات والقضاء عليها فاكتفت الوزارة الفاضلة بإصدار النشرات والفاجعة أنها اخترعت نظاما لم يسبق لى إن شاهدته من قبل إن لكل وزير سياسة ومرجعية عما قبله . أيعقل هذا ياسادة ؟ أن السياسة التعليمية كالسياسة العامة للدولة ثابتة قابلة للتطوير ولكنها ليست قابلة للهدم والبناء عليها من جديد.,

والركيزة الأهم ياسادة هو ( المعلم ) الذى أهملت الوزارة فى تدريبه ورفع كفائتة والارتقاء به مهاريا وتثقيفيا وماديا مما جعله يلجأ إلى الدروس الخصوصية الأمر الذى جعل الطالب وولى الأمر يتجرؤون عليه بالسب والقذف .. نعم لقد ذهبت كرامة المعلم . وحتى لا نلقى باللوم على الدولة للأسف الشديد هناك مافيا الدروس الخصوصية وهناك من المعلمين من باع ضميره وباع أخلاقه من أجل حفته من النقود لا تسمن من جوع . والنتيجة تخريج دفعات من الطلاب لا يعرفون حق وطنهم عليهم والفاجعة الكبرى أنهم غير مدربين علميا للدخول إلى معترك الجامعات مما يفقد الدولة جيلا كانت فى اشد الحاجة إليه فى تلك الظروف العصيبة

سيدى الوزير سيدى المعلم آخى الطالب . كى نرتقى بأنفسنا إلى المكانة السامية يجب إن نرتقى بالمنظومة التعليمية. يجب إن نعيد النظر فى صياغة الامتحانات التى تقيس قدرات الطالب وتخرج مواهبه . يجب أن نعيد المدرسة إلى سابق عهدها ونجعلها مكانا للملاذ وليس مكان للفرار. يجب إن نعيد النظر فى انتظام الطلاب داخل المدرسة . يجب إن نرتقى بالمعلم ماديا ومعنويا وعلميا. يجب على الوزير إن يجعل لوزارته سياسة تعليمية ثابتة قابلة للتطوير وليست قابلة للهدم والفناء. يجب إن نعمل بمبدأ الثواب والعقاب.

اعتقد إن المشكلة البسيطة منذ سنوات وهى الثانوية العامة قد أصبحت الآن غول يلتهم امامه كل كبير وصغير يلتهم الأسر المصرية . بل والأكثر من ذلك إن الثانوية العامة أصبحت لافتة الفشل لوزارة التربية والتعليم . أيعقل إن تسريب الامتحانات سينتج لنا جيلا مخلصا وفيا فى عمله؟ أم إن النظام الثانوى الذى يتغير على حسب الأهواء الشخصية سوف ينتج منظومة تعليمية صحيحة. انتبهوا ياسادة فالغول الأعظم على وشك إن يخرج من سجنه ألا وهو الجهل .. وصدق الشاعر فى قوله :
والجهل يخفض أمـة ويذلــها والعلم يرفعـــها أجــــــل مقام










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة