فعند الحديث عن حركة الإصلاح الدينى لا بد أن يقفز إلى ذاكرتنا شخصية الفيلسوف والمترجم والمصلح المسيحى "جون ويكلف" كمصلح دينى ذائع الصيت، اقترن اسمه بحركة الإصلاح الدينى فى أوروبا التى شهدت خلال القرنيين 15 و 16 حركات إصلاحية دينية تزعمها دينيون وجهوا عدة انتقادات للكنيسة الكاثوليكية وطالبوا بإصلاح دينى يواكب التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
و"جون ويكلف" وغيره من المصلحين دعوا رجال الدين إلى الخلق القويم، وانتقدوا تهافت كبار رجال الدين على الاغتناء والانهماك فى الترف والمجون والفسق بعيدا عن روح التقشف والتضحية والروح المثالية التى عرف بها رجال الدين، وشاعت عن رجال الكنيسة سبل الغدر والخيانة، وعمليات التآمر والاغتيال بدس السم وسواه، كل هذا حدا بعض المصلحين للتنادى بإصلاح الكنيسة.
وبالتزامن مع معالم النهضة فى أوروبا كانت ثمة عوامل مساعدة ومشجعة لحركة الإصلاح الدينى، منها ظهور الحركة الفكرية والإقبال على دراسة التراث اليونانى واللاتينى، وتشجيع العلوم، وإنشاء المكتبات، وحلول لغات الشعوب القومية الألمانية، الفرنسية، والإنجليزية بدلا من اللغة اللاتينية، فصار بمقدور هذه الشعوب القراءة والكتابة بلغاتها.
ويعد "جون ويكلف" أول من ترجم الكتاب المقدس إلى اللغة الإنجليزية من الترجمة اللاتينية ومن كبار رجال الإصلاح "البروتستانتى"، وأطلق عليه المؤرخون اسم "نجمة الصباح لحركة الإصلاح".
وكان "جون ويكلف" أحد خريجى جامعة أكسفورد وعين أستاذًا فيها، واختير لأن يكون مستشارًا دينيًا للملك فى إحدى حفلات خريجى الجامعة اللاهوتية مع البابوية، فكانت هذه بداية عداء الكنيسة له فبدأ يكشف حادة الترف التى كان الإكليروس يحبونها وتورطهم فى المشكلات السياسية التى لا شأن لهم بها، وكانت وسيلته فى نقاشه معهم أفكار القديس اغسطينوس وفلسفته، وتعرض أيضًا للضرائب التى كانت تفرضها الكنيسة على الأمراء وذوى النفوذ بدعوى العشور وكان البلاد والملوك غير راضية عن هذا الأسلوب، وفى سنة 1377 طلبه أسقف لندن ليمثل أمامه ليحاكمه ولكن الأمراء والنبلاء وفروا له الحماية، إلا أن البابا أصدر أمرا بالقبض عليه، إلا أن الملك حماه فى قصره.
موضوعات متعلقة..
فوز الشاعر "جيمس فينتون" بجائزة "بن بنتر" الأدبية البريطانية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة