الزعيم يسخر من "التوريث" فى مشهد استثنائى فى "أستاذ ورئيس قسم"

شهدت الحلقة الثالثة من مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" للزعيم عادل إمام، مشهدًا استثنائيًا فى نهاية الحلقة، تجمعت فيه عناصر الضحك والسخرية فى إسقاطات مباشرة وواضحة على مصر ما قبل ثورة 25 يناير .

حيث يحضر الدكتور فوزى جمعة "عادل إمام" الأستاذ الجامعى بكلية الزراعة والمعارض اليسارى، عزاء زوج خالة رئيس الوزراء "تميم عبده"، لكونه صديقه منذ عشرات السنين، والمفارقة أن فوزى جمعة أبرز المعارضين فى تلك الفترة، فى حين شهد العزاء حضور كبار رجال الدولة والنظام، والمنافقين لهم، والذين يحاولوا التقرب منه.

وأثناء جلوس الدكتور فوزى جمعة، وبجواره صديقه يوسف فوزى وتلميذه طارق عبد العزيز، يمر رجل أعمال ومعه شاب، ليكتشف الدكتور فوزى، أن هذا الرجل هو رئيس الشركة القابضة للدكتور، ويتبعه ابنه نائب رئيس الشركة، فيسخر الدكتور فوزى من الموقف قائلاً "آه طبعًا أكيد ابنه هيمسك بعده.. لازم كده"، وبعدها يلقى يوسف فوزى التحية على صديق له، فيسأله فوزى جمعة عنه، ليخبره أنه وزير الإستثمار، وأن من يجلس بجواره هو ابنه، ليعيد الزعيم نفس الجملة السابقة، فى إشارة واضحة للتوريث فى المناصب العليا فى الدولة.

وبعدها يدخل الدكتور نافع "أحمد بدير" العزاء، وخلفه ابنه والذى تم تعينه معيدًا رغم عدم أحقيته، ليكرر الزعيم سخريته من الوضع القائم لمرة ثالثة، رغم جلوس تلميذه طارق عبد العزيز الأحق بأن يكون معيدًا.

وفى المشهد نفسه، يدخل رئيس الوزراء العزاء، ويجرى خلفه بعض الناس من بينهم الدكتور نافع، والذى يظهر عليه التأثر الشديد، ويدخل فى نوبة بكاء، ويرتمى فى أحضان رئيس الوزراء منهارًا، رغم عدم معرفته بالمتوفى، وعدم معرفة رئيس الوزراء به، فى إشارة واضحة للشخص الوصولى الانتهازى، الذى يستغل أنصاف الفرص لينتهزها، إلا أن الزعيم أو فوزى جمعة، لم يدع هذا المشهد يمر من أمامه مرور الكرام، فظل يخسر من زميله الدكتور نافع قائلاً "نافع بيعيط على جوز خالة رئيس الوزارة أكتر من رئيس الوزاره نفسه"، ويضيف "رئيس الوزارة هو اللى بيعزى نافع"، فتتسبب تلك التعليقات فى انفجار طارق عبد العزيز فى الضحك وسط العزاء، فيما عنفه الزعيم بطريقة كوميدية أثارت ضحكه بشكل أكبر.

وقد أدى الفنان أحمد بدير هذا المشهد ومن قبله مجموعة من المشاهد المميزة، والتى "تدرس" فى طريقة النفاق والرياء، ليأكد بدير على تفوقه على ذاته فى هذا المسلسل، رغم مرور 3 حلقات فقط.

وقبل نهاية المشهد، وقبل أن يعود القارئ لقراءة القران، قال "اسمحوا لى أن أقدم لكم ابنى.. مقرئ جديد وخريج الأزهر الشريف"، ليعلق الزعيم "يلا هى جت عليك أنت".

لم يفعل الزعيم شيئًا جديدًا عليه، فتصدر المشهد بكاريزمته الطاغية وتلقائيته المعروفة، وجمله النافذة، والتى فصلها السيناريست يوسف معاطى وكأنها "على مقاسه".