"اليوم السابع" يجرى أول حوار مع المخرج الألمانى "سباستيان" صاحب فيلم "التسامح الدينى على ضفاف نهر النيل على مر العصور" بالأقصر.. سباستيان: لم نواجه أية أزمات مع السلطات المصرية خلال التصوير

الأحد، 21 يونيو 2015 12:30 م
"اليوم السابع" يجرى أول حوار مع المخرج الألمانى "سباستيان" صاحب فيلم "التسامح الدينى على ضفاف نهر النيل على مر العصور" بالأقصر.. سباستيان: لم نواجه أية أزمات مع السلطات المصرية خلال التصوير المخرج الألمانى سباستيان ومساعدته أوليفيا خلال الحوار
أجرى الحوار بالأقصر - أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"خلال 365 يوماً من التصوير توجهنا خلالها لـ4 محافظات بمصر، وتوصلنا فيها إلى الهدف المنشود فى تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الصراعات بمصر، وأظهرنا فى فيلمنا مدى انصهار المجتمع بمختلف دياناته فى الحب والتسامح والجمال الروحانى".. بتلك الكلمات تحدث المخرج الألمانى "سباستيان"، فى حواره لـ"اليوم السابع" عقب إنهاء وعرض فيلم تسجيلى ووثائقى بعنوان (التسامح الدينى على مجرى نهر النيل فى الديانات السماوية على مصر العصور).

المخرج الألمانى: جئنا لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن المجتمع المصرى



وقال المخرج الألمانى: "بعد فترة ثورة يناير وما أعقبها من أحداث سياسية متضاربة فى مصر، وتصدير الإعلام المصرى والغربى لفكرة حروب وصراعات السلطة، كان لزاماً علينا أن ننتج ذلك الفيلم، لتصحيح تلك المفاهيم المغلوطة عن المجتمع المصرى، وإظهار مدى انصهار المجتمع بمختلف دياناته فى الحب والتسامح والجمال الروحانى".

الفيلم الوثائقى عن مصر بإنتاج شركة (smmler and jogger film production) الألمانية، يحوى 17 قصة ورواية بأماكن ومناطق مختلفة عن مصر وتاريخها الدينى، والذى تم تصويره خلال عام كامل، وعرض لأول مرة فى متحف برلين بحضور الدكتور محمد الدماطى وزير الآثار ومحمد حجازى السفير المصرى بألمانيا وعدد من الوزراء وكبار قيادات دولة ألمانيا.

سباستيان:مصر مهد الحضارات



تحدث المخرج عن تفاصيل وكواليس والأسباب الأساسية لإنتاج وتصوير مثل ذلك الفيلم الذى يتحدث عن الأديان السماوية الثلاثة فى مصر التى تعتبر مهد الحضارات، كل من (سباستيان) المخرج الألمانى، ومساعدته (أوليفيا) فى حوار خاص لـ"اليوم السابع" لدى تواجدهما فى محافظة الأقصر، حيث تم عرضه مرتين الأولى داخل متحف الأقصر، والثانية فى ندوة نظمتها بيت العائلة فى قاعة المؤتمرات بكورنيش النيل.

وإلى نص الحوار:-



المحرر: كيف جاءت إليكم فكرة الفيلم؟؟ ومن مولها من البداية للنهاية؟؟


المخرج الألمانى (سباستيان): فكرة الفيلم جاءت إلينا من الأحداث السياسية المتلاحقة بمصر عقب ثورة 25 يناير، والتى أظهرت وجها مختلفا تماماً عما نعرفه نحن السائحون الذين نزور مصر ولا نرى أياً من تلك الأحداث على أرض الواقع، وعرضنا فكرة تقديم فيلم وثائقى من إنتاج شركة (smmler and jogger film production) الألمانية التى أعمل بها وأوليفيا مساعدتى.

وبالفعل بعد عرض الفكرة على متحف برلين عن "التسامح الدينى فى مصر"، وافقت إدارة المتحف وأعطت لنا الضوء الأخضر للبدء فى الإعداد للفيلم، والذى جاءت فكرته للربط المحكم بين القديم والحديث فى التاريخ المصرى، ومدى فكرة التسامح الدينى على أرضها، من عصر الفراعنة والأنبياء الذين حطوا فيها حتى وقتنا هذا.

أرض مصر وسعت ثلاثة أديان على ضفاف نهر النيل



المحرر: حدثنا أكثر عن الفيلم الوثائقى وأين كانت مواقع التصوير بمصر؟


المخرج الألمانى (سباستيان): تفاصيل الفيلم تتمثل فى "التسامح الدينى" على أرض مصر والتى وسعت ثلاثة أديان على ضفاف نهر النيل فى العصر الحديث وهى (الإسلام – المسيحية – اليهودية)، وأردنا من خلاله توضيح ما نشاهده فى زياراتنا لمصر، بأن ما تتناقله وسائل الإعلام مختلف تماماً عما يحدث على الأرض وبين أبناء الديانات المختلفة، حيث يتقبل الجميع العيش فى منازل متلاصقة مع أبناء الديانات المختلفة عنهم، ويتعايشون بصورة بسيطة وجميلة بل ويتشاركون فيما بينهم فى الأحداث اليومية.

وخلال أعمال التصوير خلال عام كامل بمصر، رصدنا جميع المناسبات والأعياد المختلفة الخاصة بأبناء كل ديانة من الديانات الثلاثة بأرض مصر، حيث شهدنا (عيد الأضحى – عيد الفطر – عيد الغطاس – شم النسيم – عيد القيامة المجيد – حد الزعف – ذبح الأضاحى – شهر رمضان - الموالد والاحتفالات المصرية الخاصة بالديانات المختلفة)، حيث قمنا بتصويرها فى أكثر من محافظة، وكانت كالتالى: (الأقصر – القاهرة – سوهاج – الفيوم – وادى النطرون).

المحرر: تفصيلات الفيلم كيف جاءت؟ وطريقة الإعداد لها كيف تمت؟

المخرج الألمانى (سباستيان): الفيلم عبارة عن 80 دقيقة كاملة ترصد 17 حكاية وقصة مختلفة عن الأنبياء والرسل والاحتفالات والموالد الصوفية، وكذلك التاريخ الفرعونى القديم والتسامح فيما بين طبقات المجتمع المختلفة، حيث يجمعهم نوع واحد من الاحتفال ويتراص الجميع فى سعادة غامرة احتفالاً بأعيادهم ومناسباتهم وتم الإعداد للفيلم من كل الجوانب المختلفة، حيث حصلنا على التصريحات الخاصة بتصوير الفيلم من الجهات المصرية المختلفة، والتى أبدت استعداداً كاملاً لتصوير الفيلم بمجرد معرفتهم لفكرته، وكذلك قمنا بدفع المبالغ المالية المطلوبة للتصوير داخل جميع المعابد والمتاحف التى صورنا داخلها لإكمال جوانب الفيلم، دون أية معاناة أو أزمات واجهتنا فى مصر ومع أهلها الطيبين.

المخرج الألمانى: السلطات المصرية سهلت لنا إجراءات التصوير ولم نواجه أزمات



المحرر: هل عرض الفيلم من قبل بالأقصر؟

المخرج الألمانى (سباستيان): تم عرض الفيلم بالفعل وافتتاحه رسمياً فى متحف برلين بتاريخ الأول من أبريل فى العام الجارى، وحضر حفل الافتتاح عدد من الوزراء الألمان، وكذلك الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار والسفير المصرى محمد حجازى، والذى أبدوا ترحيبهم وتقبلهم الشديد لفكرة الفيلم، ودخل فيهم شعور الشغف الشديد لزيارة مصر الحقيقة الكامنة داخل القرى والأرياف وليس التى تظهر عبر شاشات التلفاز عبر الأحداث السياسية وقد لاقى العرض الأول للفيلم إقبالا كبيرا من المسئولين المصريين والألمان داخل متحف برلين الذى يحوى بالفعل قطع آثرية تاريخية لمصر، وكذلك يعمل فيه عدد من الموظفين المصريين الذى استمتعوا كثيراً بفكرة وعرض الفيلم، ووجهوا لنا شكرا كبيرا على محاولتنا لتصحيح المفاهيم المغلوطة عند الألمان والغرب عن مصر بعد الأحداث التى تطفو على المشهد السياسى داخل مصر.

المحرر: ما هو انطباعكم عن المجتمع المصرى بعد الفيلم؟
المخرج الألمانى (سباستيان): خلال زياراتنا الدائمة لمصر فى عام التصوير، كنا نقوم برحلات دائمة ذهاباً وإياباً، تبين لنا مدى الحب والجمال والتسامح الروحى بين جميع أطياف الشعب المصرى، وهو النقيض تماماً لما كنا نشاهده فى ألمانيا حول الأحداث السياسية واشتعال الأزمات داخل البلاد، ومن يتعمق داخل قلب مصر والصعيد والقرى بوجه بحرى وقبلى يجد مجتمعا مختلفا تماماً ورائعا للغاية.

وشاهدنا فعلا غريبا للمصريين على عاداتنا فى ألمانيا، أنا مسيحى ولو أحد سألنى عن دينى وطلب منى الحديث عنه سأرفض الحديث تماماً لأنه أمر خاص وشخصى للغاية، لكن هنا المصريين رحبوا بأسئلتنا وتحدثوا بكل شجاعة عن دياناتهم دون أية مخاوف أو قلق منا، وهذا الأمر ساعدنا كثيراً خلال أعمال تصوير الفيديو للكشف عن مدى التسامح والود الداخلى للمصريين.

وشعرت وفريق التصوير بأكمله مع نهاية الفيلم أننا نعشق مصر وترابها وأهلها وتاريخها، حيث إن التجربة كانت عظيمة ومؤثرة للغاية فينا ومفيدة جداً، والشعب المصرى أثبت أنه ثرى بمشاعر الجمال والتسامح التى تعتبر مزروعة فيه منذ ولادة كل أبناء المجتمع المصرى.

المحرر: هل سيتم عرض الفيلم فى المحافل الدولية مجدداً؟

المخرج الألمانى (سباستيان): لدينا خطط من قبل إدارة شركة (smmler and jogger film production) الألمانية التى نعمل بها، لعرض الفيلم بعدد من المهرجانات السينمائية والمحافل الدولية، فى متحث الآثار المصرية بلندن، وكذلك متحف إيطاليا للآثار المصرية، وننتظر أن يتم عرضه فى القاهرة خلال الأيام المقبلة داخل المتحف المصرى والأهرامات.

المحرر: ما المعوقات التى واجهت التصوير من المواطنين والسلطات بمصر؟

المخرج الألمانى (سباستيان): لم يواجه فريق تصوير الفيلم - المكون من أكثر من 30 مصورا وعاملا ومخرجا ومساعدا داخل مصر أبداً، وكما ذكرت سابقاً - أزمات مع السلطات المصرية بمختلف جهاتها الأمنية والآثرية والسياحية وقد سهلت لنا كل التصريحات الخاصة بتصوير الفيلم، ورحب بنا بصورة مبهجة للغاية، وكذلك المواطنين المصريين التقوا بنا بصدر رحب خلال اللقاءات المختلفة، ولم نجد أية أزمات معهم خلال تصويرنا لأعمال الذبح والاحتفالات الصوفية بالموالد وكذلك الأعياد والمناسبات المختلفة.

والأزمات التى كانت تواجهنا ليست متمثلة فى المصريين وأبناء الشعب الجميل ولا من قبل السلطات، ولكنها كانت ضئيلة للغاية وفى أعمال الحجز والدفع للتصوير داخل المناطق الآثرية، وكانت من جانبنا حيث إنها لم تؤثر نهائياً على أعمال تصوير الفيلم، وكان المرافقون المصريون يسرعون فى حلها، وعلى رأس من ساعدنا فى تصوير الفيلم المصرى أحمد النوبى موسى مدير الهيئة العامة للاستعلامات السياحية بالأقصر، حيث إنه صديق قديم ويرحب بنا فى كل زيارة نقوم بها لمصر، ويساعدنا كثيراً فى استخراج التراخيص اللازمة.

المحرر: هل توجد مشروعات لأفلام وثائقية جديدة عن الأديان بمصر؟


المخرج الألمانى (سباستيان): المشروعات الجديدة مازالت قيد الإعداد والأفكار التى تطرح على إدارة شركة الأفلام الوثائقية التى نعمل بها، والتى كان قياداتها سعداء للغاية بالفيلم الذى ظل عاما كاملا فى مصر، ولدينا مخططات لتصوير أكثر من فيلم فى المستقبل عن مصر وتاريخها القديم والحديث.

كما أننا تلقينا عدة عروض أسعدتنا كفريق تصوير من قبل السلطات المصرية وهيئات السياحة والآثار لإجراء أفلام وثائقية تعرض فى المحافل الدولية فى مصر خلال الفترة المقبلة، كما أن الشيخ الرملى أمين بيت العائلة المصرى فى محافظة الأقصر، عرض علينا تصوير فيلم مشترك عن الأديان بمصر لإبراز تلك الحضارات الجميلة وطيعة الشعب المصرى أمام دول العالم أجمع للمساعدة فى قدوم السائحين لمصر كما كان يحدث سابقاً.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة