كثيرة هى الأفكار التى أدت إلى القتلة البشعة التى انتهى إليها أبو منصور يوسف الحلاج المتصوف، الذى أُعدم بأبشع صورة فى بغداد فعندما قال "أنا الحق"، قال الذين سمعوه إنه يؤمن بحلول الذات الإلهية فى النفس البشرية.
ورأى رجال الدين فى فكرته حول إسقاط الفرائض تعبيراً عن كفره ودليلا على إلحاده،
بينما استاء خصومه السياسيون من دوره فى خطة مرسومة لإصلاح الضرائب، كما هاجم الخلافة وأحزابها وقوادها وأخذ يدعم معركته برسائل سياسية وهى رسائل مخطوطة متفرقة فى جامعات العالم تحدث فيها عن السياسات المالية فى الخراج والضرائب وعن سياسات الحكم وتبعاته وأهدافه.
ومن ناحية أخرى كان حظ الدولة أن أصابها كثير من الضعف وكثثر أعداءها وحدثت ثورة الزنج وظهرت الحركات الثورية المهدوية كما ظهرت الحركات الإسماعيلية، وكان على الدولة أن تبحث عن أعدائها ومنهم الحلاج.
كما ساءت علاقة الحلاج بمتصوفة عصره الذين رأوا أنه هتك "الإسرار الإلهية" وأنزلها لعامة الناس.
و"الشيعة" طردوه من "قم" بعدما اصطدم مع زعاماتهم الدينية بسبب أفكاره الجريئة حول وفاة الإمام الثانى عشر أثناء فترة الغيبة الصغرى ومطالبته لهم بالبحث عن إمام جديد.
أما هو فكان عدو نفسه بلغته الرمزية كما فى ديوانه الذى يحتوى الكثير من الشعر الصوفى حول موضوعات تدور حول "الإلوهية" و"التوحيد" وحول العلاقة بين الإنسان والله ولكن فى ديوانه أيضا الكثير من الأشعار المثيرة ذات المعانى الرمزية المتناقضة مع المألوف الدينى ومنها قوله:-
على دين الصليب يكون موتى ولا البطحا أريد ولا المدينة
وقوله:
جحودى فيك تقديس وعقلى فيك تهويس، وما آدم إلاك ومن فى البين إبليس.
ومقولة المشهور:
مزجت روحك فى روحى كما تمزج الخمرة فى الماء الزلال، فإذا مسك شىء مسنى فإذا أنت أنا فى كل حال
ويقول:
لبيكَ لبيكَ يا سرى ونجوائى/ لبيكَ لبيكَ يا قصدى ومعنائى/ أدعوكَ بل أنتَ تدعونى إليكَ فهلْ/ ناجيتُ إياكَ أم ناجيتَ إيائى/ يا عينَ عين وجودى يا مدى هممى/ يا منطقى وعباراتى وإيمائى.
اتفق كل أعداء الحلاج مع السلطة العباسية وتآمرو عليه "301 هـ" واتهموه بـ"القرمطية" من جانب ومن جانب آخر "الكفر والقول بالحلول والانسلاخ من الدين".
وبعد ثمانى سنوات من سجنه وفى سنة 309هـ صلب الحلاج بعد ان ضرب ألف سوط وقطعت يداه ورجلاه ثم قطع رأسه وأحرقت جثته.
موضوعات متعلقة..
فى ذكرى مقتله.. الحلاج "حلال الدم" يطارد قاتليه عبر التاريخ
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة