علينا أن نعترف بأن رئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب رجل مجتهد وصادق النية ولديه إرادة العمل، ولديه أيضا قدرات كبيرة على مواصلة العمل ليلا ونهارا وظهرا وفى نهار رمضان حيث الحر والصهد.
آخر جولات المهندس محلب كانت فى الدرب الأحمر عندما وجد جبال الزبالة وفوضى الحى، أقال رئيس حى وسط القاهرة، وقال إنه لازم يروح بيتهم. قبلها زار محلب معهد القلب وكشف عوراته وأقال مديره ثم انتقل إلى معهد تيودور بلهارس ووجد القطط أكثر من المرضى وتشاركهم الغرف والأكل فأقال مدير المعهد.
بعد جولة معهد القلب وبلهارس نظم عددا من الأطباء حملة «علشان ماتتفاجئش» عرضوا فيها صورا لكل المواقع الصحية العامة، بما تحتويه من فوضى وإهمال. زيارة محلب حركت الراكد وحركت هؤلاء الشباب الذين يمكن أن يمثلوا نواة لرقابة شعبية تفيد رئيس الوزراء. وبعد الجولة المفاجئة صدر قرار بتطوير معهد القلب خلال أسابيع، وعاد محلب ليتابع بنفسه ويبدى إعجابه بأصحاب حملة علشان ماتتفاجئش، ورغبته فى لقاء المشرف عليها.
محلب يبدى حسن نيته ويبدى تعاونا، وربما لو تعاون معه شباب الحملة ونقابة الأطباء، قد يسفر الأمر عن كشف لفوضى نعرفها.
كما أن زيارته لحى وسط أقالت رئيس الحى، لكن رئيس الوزراء لو تجول فى أحياء القاهرة والمحافظات ومدنها وقراها لن تكفيه إقالة 99% من رؤساء الأحياء والمدن والقرى ومعهم المحافظين الذين لا يفعل أغلبهم شيئا، بالرغم من كونهم يملكون كل الصلاحيات. لكنهم يمثلون عبئا إداريا.
الصراحة أن ما رآه رئيس الوزراء لا يقارن بما هو فى حى عين شمس أو السلام أو المعادى وحدائق المعادى والسيدة والعتبة إلخ، سوف يجد كل أنواع الفوضى والزبالة والزحام، بما يؤكد أنه لا رؤساء الأحياء ولا المسؤولين بالاحياء يعملون، والاشغالات والفوضى بكل مكان تتحدث عن نفسها.
ولا يكفى وقت رئيس الوزراء لزيارة كل هذه الأحياء والمدن. أو أن يقرر بعد كل مشكلة إقالة المسؤول من دون محاسبته لأن هذا يسهل الأمر على الفاشلين والعاجزين والمتواطئين من رؤساء الأحياء والمدن والقرى.
وقد تكون المحاكمة أكثر فائدة أو ليبدأ رئيس الوزراء فى الاستفادة من شباب الحملات مثل «علشان ماتتفاجئش» ليقوموا بدور الرقيب بالصوت والصورة ربما يوفر هؤلاء الوقت والجهد، لو اتخذت الحكومة قرارا بتحويل الشباب إلى هيئات رقابة شعبية ساعتها لم يبقَ مسؤول فاشل فى مكانه لكن هؤلاء سوف يوفرون ملايين وأيضا يوفرون وظائفهم التى لم يقدر عليها. غير ذلك قد تنتهى مسلسلات رمضان فى 30 حلقة لن تكفى لإنهاء مسلسل الفساد والإهمال والفوضى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة