جريمة اغتيال العميد وهو من "الدهيمات" إحدى عشائر قبيلة السواركة، جاءت يوم 27 رمضان الماضى عقب صلاة الجمعة، ووفقا لما أعلن وقتها نقلا عن مصادر أمنية وقبلية وشهود عيان فإن الحادث وقع عند تقاطع طرق بمنطقة المزلقان التابعة لقرية الشلاق على بعد كيلومترات غرب مدينة الشيخ زويد غربا على الطريق الدولى العريش - الشيخ زويد، وراح ضحية الاعتداء الإرهابى العميد محمد سلمى من قيادات قطاع الأمن المركزى، والعميد عمر فتحى بالقوات المسلحة.
وأشارت المصادر إلى أن الشهيدين كانا فى طريقهما إلى منزل العميد محمد سلمى الكائن بهذه المنطقة يستقلان سيارة نصف نقل تحمل أرقام "16705"، واعترض طريقهما ملثمون يستقلون سيارة "فيرنا"، وعلى بعد 500 متر فقط من منزل العميد واشتبك "سلمى" مع أحدهم فى البداية بالأيدى وأسقطه أرضا، وعندما حاول أن يخرج مسدسه، فتح مسلح آخر النار عليه، وقتل ثالث، العقيد عمرو، الذى كان لا يزال داخل السيارة، ثم لاذ المسلحون بالفرار باتجاه جنوب الشيخ زويد.
وقالت مصادر طبية بشمال سيناء إن التشخيص الطبى أوضح أن العميد محمد سلمى، أصيب بطلقات فى البطن والجانب الأيمن، وأصيب العميد عمر فتحى صالح، 48 سنة من المنصورة فى الرأس والصدر ودفن العشرات من أهالى الشهيد سواركة جثمانه فى مقابر الأسرة بقرية الشلاق بعد نحو 4 ساعات من استشهاده.
وقالت مصادر إن ذوى "سلمى" استلموا جثمانه من مستشفى العريش العسكرى، وتمت مراسم الدفن فى عجل، ولم تقم له أى مراسم رسمية أو تشارك قيادات أمنية رفيعة المستوى فى جنازته، فى حين حضرت بعض الرتب الدفن وأقام ذووه خيمة عزاء.
وقالت "عايدة السواركة" أرملة الشهيد لـ"اليوم السابع" إن زوجها قتل برصاص الغدر رغم أنه يحظى بحب كل أهالى سيناء وكان خادما لصغيرهم وكبيرهم، وكان استشهاده بمثابة فاجعة أحلت على الجميع فهو ورغم الأحداث التى تشهدها المنطقة كان يعيش فى منزله الكائن فى قربة الشلاق، ويتحرك بشكل طبيعى إلى عمله فى رفح.
وأضافت زوجة الشهيد: تم اغتياله وهو يدافع عن زميله بالجيش، فى 27 رمضان "يوم جمعة"، ما يعنى اختلاط دماء الشهيدين الجيش والشرطة، مشيرة إلى أن اثنين من أبنائها فى الشرطة والأسرة لا تزال تقيم فى قريتهم "الشلاق" وتفتخر بزوجها الشهيد، ومستعدة لتقديم أرواح كل أبنائها فداء للوطن، وأضافت زوجة الشهيد أن جميع أبناء الشيخ زويد يعرفون من هو حيث الذى كان يخدم صغيرهم وكبيرهم وأنها فخورة به.
وبدوره قال "أحمد" أحد أبناء الشهبد حاصل على بكالوريوس تجارة إن والده محمد سلمى عبد ربه السواركة ولد فى 15 يوليو 1962 وحصل على تعليمه فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية بمدرسة الشلاق، وحصل على المركز الأول على محافظة شمال سيناء فى الثانوية العامة (أدبى) سنة 1980 والتحق بكلية الشرطة، وتخرج منها 1984 وعمل لمدة عام فى قنا وبقية خدمته فى العريش ورفح، وشارك فى حملات مكافحة المخدرات وسط وجنوب سيناء 1995، وكان يتميز بخفة الدم وخدمته للناس.
وأضاف ابن الشهيد أنهم أسرة بسيطة ووالده أصر على الزواج من بنات قبيلته "السواركة" وأنجم إخوته "شريف" نقيب شرطة فى الشيخ زويد، و"عمر" نقيب شرطة فى العريش و"سماح" مدرسة بمدرسة بمدرسة الشلاق الاعدادية، و"سارة" طالبة فى المرحلة الإعدادية وله من الاحفاد "حازم، وملك شريف".
أسرة الشهيد أبدت ارتياحها بعد أن قامت المحافظة أخيرا بتسمية أحد الميادين فى الشيخ زويد باسمه، وإن كان هذا الميدان مغلقا لظروف أمنية، وقال "أحمد أبوزور" شقيق الشهيد، أمنيتهم أن يتم تسمية مدرسة مجاورة لمنزله باسمه أو المعهد الأزهرى القائم بمنطقته.
الشهيد العميد محمد سلمى سواركة
الشهيد مع أفراد أسرته فى لقطة قديمة
شقيق الشهيد "أحمد" ونجلة "أحمد"
زوجة الشهيد "عايدة" وابنه "أحمد" وابنته "سماح"
أسرة الشهيد تتحدث لمحرر "اليوم السابع"