دينا شرف الدين

متى تكتمل الصورة؟

الثلاثاء، 23 يونيو 2015 08:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تُرى متى ستنتهى مرحلة التقييد، الذى تتعرض له المرأة العربية بشكلٍ عام والمصرية بشكلٍ خاص فى مجتمعاتنا، التى لن تتحرك خطوة واحدة للأمام دون التخلص من هذه الصورة الرجعية .

فإذا استعرضنا دور المرأة فى المجتمعات العربية خلال مرحلة التاريخ المعاصر نجدها محدودة جدًا مقارنة بما تمتلكه الكثيرات من النساء من طاقات إبداعية عالية وقدرات قيادية وإدارية مذهلة لا تقل بأى شكل من الأشكال عن قدرات الرجال، لكنه المجتمع الذكورى، الذى ما زال يتعمد تهميش دور المرأة وتقويض حجم المشاركات المتاحة لها فى كافة المجالات وخاصة المجال السياسى، والذى مازال بحكم العادات والتقاليد الرجعية يحتفظ للرجل بنصيب الأسد فى تقلد المناصب الأرفع والأهم، وعلى رأسها منصب رئيس الدولة .

وعلى الرغم من إفساح المجال بشكل أرحب مما سبق أمام المرأة العربية فى الدساتير والتشريعات السياسية، إلا أن الواقع الذى يفرض نفسه دوما على مجتمعاتنا العربية والجمود الفكرى والثقافى، الذى مازال مسيطرًا على العقول لا يسمح بالتطبيق الفعلى على أرض الواقع لأغلب هذه القوانين والتشريعات، التى ينص عليها الدستور !

وإذا تطرقنا إلى إلقاء المزيد من الضوء على دور المرأة المصرية ربما نجده ليس أسعد حالًا من مثيلاتها على الصعيد العربى ككل، فمازالت الحالات، التى نبغت وتفردت بها النساء فى مصر فردية ومن خلال معاناة كبيرة لاتخاذ جواز المرور للكثير من العقبات والتحديات التى يفرضها المجتمع على المرأة، والنظرة المنقوصة، التى مازات تطاردها فى كافة المجالات حتى وإن ثبت العكس.

فعلى الرغم من القفزة الكبيرة التى حدثت فى المجتمعات العربية والمجتمع المصرى منذ اندلاع ثورات الربيع العربى عام ٢٠١١ وحتى يومنا هذا، وما تبعه من تغير للصورة لا تخطئه العين فيما يخص تصدر المرأة للمشهد بشكل غير مسبوق، وضخامة حجم المشاركات السياسية المؤثرة والحيوية فى كافة الأحداث، التى سيسجلها ويوثقها التاريخ بما لا يدع مجالًا للمزايدات على الدور الهام، الذى قامت به، إلا أن الحال بقى على ما كان عليه سابقًا !

فقد كانت تلك السنوات الأربع بمثابة المتنفس، الذى انطلقت من خلاله نساء مصر يعبرن عن وجودهن وأهمية مشاركتهن، التى فاقت فى الكثير من الأحيان مشاركات الرجال خاصة من حيث كثافة الأعداد .

ولكن بالرغم من هذه النقلة الفارقة، إلا أن المرأة ما زالت تحارب من أجل تمثيل أفضل فى البرلمان، وما زالت محاولات الترشح لمنصب الرئاسة رمزية لا سبيل لها للخروج من حيز الأحلام إلى أرض الواقع، وما زالت التشريعات السياسية والقوانين، التى تسمح بالمزيد من التمثيل للمرأة فى المجتمع مجرد حبر على ورق.

فبكل أسف ستظل الفجوة الحضارية العميقة بين مجتمعاتنا والمجتمعات الغربية، والتى من أهم أسباب استمرارها على ماهى عليه، هذا المشهد المؤسف من تقويض وتهميش واستبعاد للمرأة التى تمثل أكثر من نصف المجتمع، فى مقابل مجتمعات تحترم وتقدر وتعلى من شأن المرأة وتتخذ من المساواة الحقيقية منهجًا غير قابل للاستثناءات.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة