كرم جبر

ماذا يريد البرادعى؟

الأربعاء، 24 يونيو 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما ظهر محمد البرادعى، تخيم فى سماء الأحداث سحابة سوداء، ولا تحمل كلماته وتصريحاته إلا الشر، وكأن بينه وبين بلده «تار بايت» أو ثأرا قديما، ربما لأنه تخيل أنه الوريث الشرعى للحكم، بعد أن أرسلته أمريكا ليكون رئيسا فى أعقاب 25 يناير بأوراق اعتماده صادرة من البيت الأبيض، وكبرت الأطماع فى رأسه عندما تصور أنه معبود الشباب والمعبر عن آمالهم وطموحهم، رغم أن أحدهم اعترف فى التسريبات قائلا: «حنجيب البوب رئيسا لمصر وربنا يسامحنا»، ولعب مع الإخوان فتغدوا به قبل أن يتعشى بهم.

ورغم أن البرادعى ترك مصر فى تصرف يشبه الهروب من ميدان القتال، فإنه ظل ينشر كلمات مسمومة من موطنه الأصلى فى أوروبا، ومنها على سبيل المثال ما صرح به فى مؤتمر «حالة الاتحاد الأوروبى» فى فلورنسا إيطاليا منتصف مايو الماضى قائلا: «ما يحدث فى مصر مخالف تماما لما وافقت عليه كخارطة طريق، ما وافقت عليه: 1. إجراء انتخابات رئاسية مبكرة 2. خروج كريم للسيد محمد مرسى 3. نظام سياسى يشمل الجميع بما فيهم الإخوان المسلمين وغيرهم من الإسلاميين 4.

بدء عملية مصالحة وطنية وحوار وطنى وحل سلمى للاعتصامات، وقد كانت هناك خطة جيدة للبدء فى هذا الطريق، ولكن كل هذا ألقى به من النافذة وبدأ العنف، وعندما يكون العنف هو الأسلوب ويغيب عن المجتمع مفهوم العدالة والهيكل الديمقراطى للعمل السياسى، فلا مكان لشخص مثلى، ولا يمكن أن أكون مؤثرا».

وحتى نضع مثل هذا الكلام المغرض فى سياقه، نذكر أن البرادعى ترك البلاد فى ذروة أحداث رابعة والنهضة والفوضى العارمة وسقوط عشرات القتلى والجرحى، ولكن أملت عليه مصلحته الشخصية أن يقف فى صف الإخوان طمعا فى دعمهم، فهو لا يعنيه إلا أن يمتطى القوى التى يمكن أن تصعد به إلى الحكم ولو على جثث آلاف المصريين، وليس غريبا عليه حالة «التناقض النفعى»، فهو لم يكن–مثلا -معارضًا حقيقيًا للرئيس الأسبق مبارك؛ وفى حواره مع عمرو أديب على قناة اليوم فى برنامج «القاهرة اليوم» قبل 25 يناير، مدحه قائلا: «مبارك رجل متواضع، ويستمع جيدًا، وفيه البساطة الريفية»، ورغم ذلك فقد انتقم من مبارك شر انتقام، لأن ذلك كان أقصر طريق لركوب الموجة والصعود إلى الحكم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة