أسئلة واستفهامات كثيرة.. والتوقيت مقصود والهدف واضح ومحدد.. و«لماذا الآن» يمكن الإجابة عنها بسهولة، بل «لماذا الآن» تأخرت كثيرا بعد فشل محاولات سابقة فى الحرب الممنهجة ضد السعودية، الجناح الثانى الأقوى فى المنطقة العربية بعد مصر. الهجمات الإلكترونية الكثيرة قبل ذلك فشلت ونجحت المحاولة الأخيرة فى مطلع مايو الماضى ضد وثائق الخارجية السعودية، وتمكن الهاكرز سواء كان من الداخل أو الخارج فى الاستيلاء على وثائق عبارة عن مخاطبات وأوراق دبلوماسية بين عدد من السفارات السعودية بالدول العربية، وهذه هى طبيعة عمل فريق موقع «ويكيليكس»، فمديره الأسترالى جوليان أسانج كان فى الأساس «هاكر» عندما كان مراهقا، ثم مبرمج الكمبيوتر قبل أن يصبح معروفا لعمله مع ويكيليكس، وأدرجته الشرطة الدولية «الإنتربول» على لائحة أكثر المطلوبين لدى منظمة الشرطة الدولية، واستطاع تسريب أكثر من مليون وثيقة سرية، وهو رقم أكثر بكثير مما نشرته الصحافة حول العالم.
التسريبات لوثائق الخارجية السعودية المسروقة ليست، بصرف النظر عن كونها صحيحة أو كاذبة، صدفة والتوقيت بالتأكيد مقصود وإن تأخر كثيرا، وانتظر من وراء التسريبات حادث الهجمة الإلكترونية على وزارة الخارجية السعودية، وأظنه تعجل الأمر، لأن القيادة السعودية كانت فى طريقها لتفجير قنبلة سياسية تهز أركان البيت الأبيض بإعلان الاتفاق النووى مع روسيا، فلم تمر ساعات على إعلان الاتفاق حتى جاءت القنبلة الموازية ضد المملكة بأقوى من هيروشيما، هل «ويكليكس» الآن مجرد موقع للحصول على الوثائق لنشرها للجمهور العام منذ أن بدأ عام 2007، أم أنه بدأ يعمل لحساب أجهزة ودول ضد دول أخرى. التسريبات السعودية تثير الشكوك والتساؤلات، فأدوات الحرب هذه المرة ليست تقليدية وفضاؤها أكبر، وجبهاتها أوسع من حروب الدبابات والصواريخ، وتأثيرها أقوى. فتفجيرات داعش ودعمها والضغوط على المملكة ومحاولة إرباكها من الداخل لإبعادها عن المشهد السياسى العربى لم تفلح، واستطاعت مع مصر لملمة ما تبقى من ضياع القيادة فى المنطقة، ومحاولة تسليم الراية للأعداء، ووقفت مصر والسعودية حجرا عثرة فى وجه تنفيذ مخطط الفوضى، ثم جاءت عاصفة الحزم وإعلان القيادة العربية المشتركة، فكان لابد من إعلان الحرب الجديدة على السعودية بالتسريبات. وهو ما يدفعنا إلى الشك فى ويكليكس هذه المرة. لحساب من؟ ولصالح من؟ والدور القادم على من بعد السعودية؟ هل الهدف القادم هو مصر؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة