المسافة بين عشرات المسؤولين- قل مئات أو آلاف- هى ذاتها المسافة بين الشعب ما قبل «25 يناير» وما بعده.. هذا ما سمعته وفهمته من أهلنا فى «الأقصر»، لأنهم يصرخون من أزمات يرفضون العودة للتعايش معها.. ويضربون كفا بكف من محافظهم الذى جعلهم يكفرون بالتغيير.
أسمع الناس محاولا التماسك، ولو تركت نفسى لبكيت.. يحدثونك عن تدهور حالة المستشفيات.. وترى مشروعات أنفقت عليها الدولة مئات الملايين، لكنها متروكة فى العراء دون استكمال وتشغيل.. أما عن حالة السياحة التى تبحث عن طوق نجاة ينقذها من الغرق، فحدث ولا حرج.. ورغم ذلك تجدهم يمتلكون طاقة تفاؤل غير عادية.. يرفضون الاستسلام للأمر الواقع.. يطالبون بخلق فرص العمل، ولديهم الحلول التى تحتاج إلى صاحب قرار فقط.
فى الأقصر مستشفى «إسنا» عبارة عن صرح ضخم غارق فى الإهمال، هذا بخلاف ما يحمل اسم «المستشفى الدولى» الذى يقدم خدمات دون مستوى اسمه.. شبهت الصورة فتذكرت الأستاذ «صلاح حافظ» حين كتب: «يامحافظ الجيزة.. ارم موظفيك فى مصرف اللوبينى!!» لذلك أستعير القول نفسه مع تعديل بسيط لأقول: «يا رئيس الوزراء ارم محافظ الأقصر فى مشروع الصرف الصحى الذى يجرى تنفيذه منذ عشر سنوات.. ومازال الإهمال- لا أقول العمل- مستمرا».
أهالى الأقصر يتندرون على عملية إعادة تجديد رصيف الكورنيش، كلما جاءهم محافظ جديد.. إنفاق الملايين بصورة متكررة دون جدوى أو عائد.. أما شوارع مدينة الأقصر أو بقية قراها ومدنها فهى غارقة فى الإهمال والفساد الذى يتحدى إرادة البناء والرغبة فى الذهاب للمستقبل.
شعبنا يعرف من يعمل، ويسخر من «المحظوظين» الذين تفرضهم الأقدار كمسؤولين دون معرفة السر.. لذلك لم أستغرب من أهل «الأقصر» يعالجون أنفسهم، بالحديث عما قدمه الدكتور «سمير فرج» لهم.. يكلمونك عنه كما لو كانوا يستمتعون بالأغانى على الربابة!! وهذا جعلنى لا أندهش من كراهيتهم لثورة «25 يناير» التى أخذت منهم كل شىء، وأعطتهم مسؤولين يؤدبونهم على مشاركتهم فيها، ربما لأن وزير الحكم المحلى- عادل لبيب- هو المتضرر الأكبر من الثورة.. وهو أكثر من جنوا أرباحها واستثمرها لصالح كل عاجز يبقيه فى موقعه أو يرقيه لمنصب أكبر.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.. وللحديث بقية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة