كرم عبدالفتاح حجاب يكتب: خطايا المسلسلات التليفزيونية

الجمعة، 26 يونيو 2015 10:00 م
كرم عبدالفتاح حجاب يكتب: خطايا المسلسلات التليفزيونية مسلسل بعد البداية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ترجع أهمية التليفزيون إلى كونه الوسيلة الإعلامية الأكثر خطورة والأكثر تأثيرا لاعتماده على السمع والصورة، وامتداد تأثيره إلى جميع فئات المجتمع على اختلاف مستوياتهم التعليمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، لذا فإن للتليفزيون ومايعرضه من أعمال فنية دور خطير فى حياة الناس وفى تشكيل شخصيات أبنائهم وفى التأثير على سلوكياتهم واتجاهاتهم بسبب ما يعرضه من مسلسلات، وخاصة خلال شهر رمضان الكريم ـ يتنافى أكثرها ـ مع القيم والمُثل والأخلاقيات التى لا يختلف فيها اثنان من الأسوياء، وذلك لما لهذه المسلسلات من تأثير ضار على تفكير الصغار وعلى سلوكياتهم فى نطاق أُسرهم وفى نطاق أى جماعة ينتمون إليها، حيث إن هذه المسلسلات تميل إلى العنف والعدوانية والإباحية، فلا يخلو مسلسل من مشاهد (متعمدة) للعرى، وحاملى المطاوى والسنج، والمخدرات، ومشاهد الدماء والقتل، .... إلخ.

ولقد حذر الباحثون فى مجال علم النفس الاجتماعى ـ كما حذر رجال الدين الإسلامى من الدور الخطير الذى تلعبه هذه المسلسلات فى حياة الناس، فالأطفال (مثلا) يقلدون الشخصيات التى يشاهدونها خلال المسلسلات، وقد لا يقلدونها فى حين مشاهدتهم لها ولكنها تثير عندهم الدوافع العدوانية وتختزنها بصورة تراكمية عبر فترات زمنية متتالية تصاحب فترات تنشئتهم الاجتماعية حتى يأتى الوقت المناسب لانطلاقها بتلقائية وعفوية عندما يُثار الطفل من أى فرد يحيط به .

وهناك دراسات ومشاهدات كثيرة تؤكد تأثير مشاهد العنف والإثارة على سلوكيات الأطفال وإكسابها مظاهر العدوانية فى حياتهم العادية اليومية، وأثناء عمل كاتب هذه السطور كأخصائى اجتماعى فى مجال الأحداث الجانحين والمنحرفين ـ من عدة سنوات ـ رأى وسمع كيف أن عددا كبيرا من الأطفال والمراهقين ارتكبوا جرائمهم متأثرين بما شاهدوه من خلال المسلسلات والأفلام، وبنفس الطريقة التى ارتكب بها بطل المسلسل جريمته، ولقد قرأت ـ أيضا ـ كيف أن طفلا يبلغ الحادية عشرة من عمره تقمص شخصية أحد أبطال الفيلم الذى شاهده وأعجب به وبلغ به الحد إلى أن وضع لنفسه نهاية ( الموت) ـ كنهاية بطل الفيلم تماما ـ حيث قام الطفل بشنق نفسه بحبل ومات بذات الطريقة التى قام بها بطل الفيلم بشنق نفسه . لذا فإنه على صُناع المسلسلات أن يدركوا ـ أن اعمالهم ـ شئنا أم أبينا ـ تشاركنا فى صياغة عقول أبنائنا،وعليهم أيضا ان يدركوا معايير المجتمع المصرى الذى يعيشون فيه وأن يقوموا من خلال أعمالهم بدعم مؤسسات المجتمع فى عمليات التعليم والتوجيه والتربية والتنشئة الاجتماعية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة