نصر القفاص

«تبوير» بقرار جمهورى!

السبت، 27 يونيو 2015 06:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وقفت مندهشاً وعاجزاً عن العبير، أمام القرار الجمهورى رقم 55 لسنة 2010.. فهذا قرار يقضى بتبوير ثمانية آلاف فدان مزروعة بعد استصلاحها، يعيش عليها آلاف الأسر ويعمل فيها مئات، وعليها أربعة آلاف نخلة وتزرع قمحاً وفواكه.. وحكاية قريتى «الطور» و«الحبيل» فى الأقصر، ترجع إلى عام 1980 عندما تم تخصيصها لمنتفعين فقاموا باستصلاحها وزراعتها، حتى صدر القرار الجمهورى المشؤوم بنزعها لإنشاء ما يسمى بمدينة الأقصر الجديدة عليها.

عدد من المزارعين يملكون أوراقاً رسمية بالملكية وآخرين لديهم حق انتفاع، لكن القرار الجمهورى بإعدام الأرض الزراعية، قلب حياة سكان القريتين إلى جحيم، فهم يترددون على المحاكم للنظر فى محاضر رسمية حررتها المحافظة لهم، وبعضهم يحصل على البراءة ثم يفاجئه حكم بغرامة وعليه الاستئناف، وهكذا تدور عجلة الحياة بالناس، لأن السادة المسؤولين يتمسكون بتنفيذ القرار الجمهورى، ويحررون المحاضر التى يترتب عليها ابتزاز من استصلحوا وزرعوا عبر شبكة فساد المحليات، ومن لا يدفع عليه المثول أمام القضاء، ليعيش الناس هموم المطاردة والخوف من حاضر كابوسى ومستقبل غامض!!
يتغير المحافظون واحداً بعد الآخر، وتستمر فصول المأساة التى صاغها ويستثمرها تجار القرار الجمهورى!! وإذا كانت مصر قد شهدت ثورتين، وتعيش أمل إضافة فدان زراعى، فالسادة الذين يستظلون بلافتة «الفساد فى المحليات للركب» يمرحون ضغطاً على أعصاب من ذهبوا للزراعة والإنتاج!! ويستريحون بتغيير بلاط أرصفة الكورنيش كل شهرين، وهى «النكتة» التى يبكى منها أهالى الأقصر، إضافة إلى أهلنا فى أسوان الذين يرفضون الاستمتاع بمسخرة رصف وإعادة رصف الكورنيش كل شهرين!!

غادرت «الأقصر» حاملاً هموم الناس وأحلامهم البسيطة، رافضاً مبررات محافظها- محمد بدر- الذى يعرض بضاعة كلها كلام فاسد رداً على أسئلتى، والمؤسف هى تلك الحالة من الرفض الشعبى لهم، والسخط عليه.. وكلهم يقولون: لماذا يركز الإعلام على محافظ الإسكندرية، الذى يمارس المسؤولية بالطريقة «الأمريكانى»؟! ولا تسألون فيمن يلاعب أهلنا فى «الأقصر» بأوهام وأكاذيب لجنة السياسات التى سقطت يوم 11 فبراير 2011!!

يؤسفنى نقل رسالة الناس الذين قالوا لى إنهم لا يثقون فى غير الرئيس عبدالفتاح السيسى، لذلك يأملون فى متابعته لأزماتهم بالطريقة التى يراها، وللإنصاف هم يعتقدون أن رئيس الوزراء يخدعه من رشح له كثيرا من المحافظين، أما حكاية الكارثة بمعنى الكلمة فى «أسوان»، فهى تحتاج إلى وقفة أخرى كلها دم ورائحة لا تطاق من صرف مياه المجارى فى النيل!!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة