أداء راقٍ لسلوى محمد على فى "حارة اليهود" وتألق شيرين رضا فى "العهد"

تحفل الدراما المصرية هذا العام بمجموعة كبيرة من نجمات الكبيرات اللائى صرن يثقلن الأعمال الدرامية بموهبتهن، ورغم أن تلك النجمات لا يظهرن كنجمات الصف الأول، فإن ظهورهن أصبح ضرورة ملحة لأبرز الأعمال الدرامية، وعلى رأسهن الفنانة سلوى خطاب التى أصبح لها خلال الأعوام السابقة مكانة أساسية كلاعب مهم فى أهم الأعمال الدرامية وخطاب موهبة لها ثقلها منذ ظهورها على الساحة الفنية، وهذا العام تلعب دورا جديدا لم تقدمه من قبل خلال مسيرتها الفنية وهى شخصية «استمنوها» فى مسلسل العهد، فمن خلال اسم الشخصية نجد أنفسنا أمام حالة فنية خاصة واستثنائية، تجسد دور جدة عجوز لها ملكات خاصة، وتستطيع أن ترى بعض الإشارات من المستقبل من خلال رمى «نواة» التمر، وهو ما يدخلها فى أزمات عديدة، وقد سيطرت رصانة الأداء وهدوءها على شخصية «استمنوها» إضافة إلى الغموض الذى دائما ما يحيط بها، كما استطاعت أن تتلاءم مع المناخ الأسطورى والخرافى للمسلسل، الذى أعطى الشخصية نكهة خاصة.

أما الفنانة سلوى محمد على فظهورها هذا العام من خلال مسلسل «حارة اليهود» يثبت إمكانيتها الفنية الكبيرة التى يرى البعض أنها لم تظهر كاملة حتى الآن، حيث تجسد دور أم فى الأربعينيات تعيش فى حارة اليهود، يذهب ابنها فى حرب 48 ويطول غيابه، ورغم هذا الغياب وظهورها دائما بأنها مستسلمة للأمر الواقع، فإنها تظل متمسكة بأمل عودته، كما يحمل الخط الدرامى لها مع منه شلبى التى تجسد دور ليلى اليهودية طابعا خاصا، ولا سيما أن ديانتهما مختلفتان، ولكنها تعاملها معاملة خاصة فضلا عن عدم معارضتها لحب ابنها لليلى. كما يمكننا أن نعتبر أن هذا الموسم بمثابة «انطلاق» الفنانة شيرين رضا والتى تلعب هى الأخرى دورا مهما فى مسلسل «العهد»، فتجسد شخصية «جومر» الشريرة والطموحة التى تسعى للحكم، حتى وإن كان زوجها نفسه هو الحاكم، ورغم أن شيرين قد ظهرت خلال الموسمين الماضيين فى مسلسلى «بدون ذكر أسماء» لوحيد حامد، والمرافعة مع فاروق الفيشاوى، إلا أن هذا الموسم هو الأفضل لشيرين حتى الآن، حيث جاء اختيارها لهذا الدور من أكثر الاختيارات توفيقا، لما تحمله الشخصية من حدة تتميز به ملامحها وشر وطموح قادر على كسر كل القواعد من أجل الوصول للهدف، حيث تصدم «جومر» متابعى المسلسل من الحلقة الأولى بقتل زوجها بالاتفاق مع شقيقه ورميه خارج المنزل، ولكنها تملأ الدنيا صراخا وعويلا، حينما يخبرها أهل الكفر بموته فى مشهد مميز.

أما الفنانة صفاء الطوخى، فخرجت أخيرا من ثوب السيدة الطيبة والتى دائما ما تظهر بجانب البطلة الأولى كصديقة وسند لها، أو أم طيبة تنصح أبناءها، إلا أن إطلالتها خلال هذا العام فى مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» جاءت مختلفة تماما، فتجسد دور مديرة منزل بأداء سيدة مجتمع فدائما ما تمسك بالسجائر وتتحدث فى السياسة، وعلى وجهها ملامح صارمة، بل إنها تنتقد السلطة الحاكمة، نظرا لعلاقتها بالدكتور فوزى جمعة «عادل إمام» المعارض فاتسم أداؤها لأول مرة بالكوميديا السوداء، التى تعتمد على المواقف وليس «الإيفيهات»، ليضاف الدور لمسيرتها الفنية الحافلة بالأعمالمحترمة والهادفة.